" هَلۡ يَسۡتَطِيعُ رَبُّكَ أَن يُنَزِّلَ عَلَيۡنَا مَآئِدَةٗ مِّنَ ٱلسَّمَآءِۖ " يستطيع مش ربنا يقدر ولا مايقدرش لا معناه ربنا يرضىٰ ولا ما يرضاش
" يَسۡتَطِيعُ " كما يقول صاحب تفسير المنار: " أن يطيع " من المطاوعة يعني ربنا هيطاوعنا، لو إحنا طلبنا منه إنه ينزل علينا مائدة من السماء
طب قالوا ربك ليه
يعني اللي إداك المعجزات دي كلها دي يا عيسىٰ.. يرضىٰ بقىٰ إنه يدينا إحنا كمان كرامات يرضىٰ إنه ينزلنا معجزة مائدة من السماء زي ما عمل لك أنت كمان معجزات، طب ليه
لأن إحنا كمان خارجين نواجه الواقع إحنا عايزين معجزة زيك عشان الناس دي تصدقنا
" اتَّقُوا اللَّهَ " ليه اتقوا اللَّه؛ لأنكم هتربطوا الناس بالكرامات والناس هتتعود إن إحنا عايزين كرامات وخلاص ولو ربنا ما عملناش معجزات يبقىٰ مافيش تغيير
فهتربطوا الملتزمين بإن لو إن الحل في الآخر مش بالسنن الواقعية، وإنما لازم معجزة تحصل
وفي نفس الوقت أنتم يعني يا جماعة اللي بيلتزم علىٰ حاجة بيفضل متأثر بها طول حياته
عشان كده بداية القرآن لا اتكلمت عن الجنة ولا عن النار اللَّه أومال بداية القرآن إيه
"اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ" أمر عملي "قُمِ اللَّيلَ" أمر عملي "قُمْ فَأَنذِرْ" أمر عملي
لأن ربنا يريد إن لذة الإيمان تيجي في قلبك في بداية الالتزام بالعمل الصالح مش بالشحن الوعظي
لأنها لو جت؛ بسبب الشحن الوعظي هتفضل طول عمرك أسير للشحن الوعظي وأسير لسماع الدروس
إنما لما تيجي بالعمل تبقىٰ طول عمرك أسير للعمل تبقىٰ إنسان عملي، واقعي، حقيقي، منتج، مثمر لدين اللَّه -سبحانه وتعالىٰ - في الصلاح والإصلاح
"قَالَ اتَّقُوا اللَّهَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ" اربطوا الناس بالايمان بالغيب، مش لازم معجزات مادية أشوفها أنتم كده بعد كده أي حد يقول لك مش هلتزم إلا لما توريني معجزات
طب ما النبي وَرَّى المشركين في مكة شق القمر ومافيش حد منهم اتبعه
سيدنا عيسى غير العالم كله بالتربية ربى اتناشر واحد
وبعد كده جه سبعين واحد بقوا تمانين واحد، التمانين واحد دول سيدنا عيسىٰ غيَّر بيهم الدنيا
وقضى علىٰ الفيثاغورثية والأبقورية والرواقية والتعصب، وقضىٰ علىٰ الفجور اللي كان مالي الدنيا في الوقت بتاعه، والخَنَى والزنا والعهر اللي كان مال الدنيا
سيدنا عيسىٰ بن مريم عليه الصلاة والسلام واجه الفساد بالتربية
منهج الأنبياء في التغيير هو أخطر منهج في التغيير علىٰ الإطلاق
" قَالُواْ نُرِيدُأَن نَّأْكُلَ مِنْهَا " احنا قررنا نتفرغ، كل كلمة من دي وراها بطولة عظيمة من بطولات الحواريين
البطولة الأولىٰ:-
أنهم احنا قررنا التفرغ للدعوة إلى اللَّه، واحنا فقراء هناكل منين فأنا عايز اتفرغ لدعوة ربنا فأنا عايز ربنا يَكْفُلْنِي
وفي نفس الوقت أنا خارج لناس كتير فقراء أنا عايز أطعم الناس أنا عايز الناس تعرف ثمَرِة الدين من الأول أنا عايز الناس تعرف أن الدين بيجيب دنيا، والدين بيجيب اقتصاد، والدين بيجيب رخاء، والدين بيحل المشاكل من البداية.
البطولة الثانية :-
{وَتَطْمَئِنَّ قُلُوبُنَا} تطمئن قلوبنا هوا أنتم شاكين أومال إيه ده الكلمة دي
نفسها اللي قالها سيدنا "إبراهيم" في (سورة البقرة) لما ربنا قاله : { قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن ۖ قَالَ بَلَىٰ وَلَٰكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبى}
ده كلمة تدل علىٰ مدىٰ علو همة سيدنا "إبراهيم" في الوصول لأعلىٰ درجات اليقين
لأن سيدنا "إبراهيم" قبل ما يقول الكلمة دي في (سورة البقرة) الصفحة اللي قبلها كان واقف في وجه النمرود، بيقول له : { فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ }. يبقىٰ سيدنا "إبراهيم" كلمة " لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبى " مش معناها لتزول الشكوك من قلبي
وإنما معناها ليترقي الإيمان في قلبي لأعلىٰ درجات اليقين، والإيمان وتحقيق الإيمان وتحقيق مقامات الإيمان
