Get Mystery Box with random crypto!

5 إضاءات تحميك من السقوط في خدعة محدودية السبل يحدث أن نرسم م | الاكاديمية العراقية لبناء الشخصية وتطوير الذات

5 إضاءات تحميك من السقوط في خدعة محدودية السبل

يحدث أن نرسم مسارًا معينًا في حياتنا من أهداف وخطط واستراتيجيات نسلكها لنعبر هذه الحياة بأكبر قدرِ من الإنجازات أو النجاحات، وقد نمضي الساعات الطوال ونحن نفكر في تحقيق حلم ما أو وبلوغ مرام ما… لكن! لكننا نصطدم بواقعٍ غير الذي نسجناه في مخيلتنا، وغير الذي دأبنا بجدٍّ لنصل إليه.! حتى يُخيَّلَ إلينا أنّ العالم بات يُحاربنا شَخْصِيًّا… يتعمَّدنا بالعراقيل والصعاب!

فخ الإحباط

وهذا الفخ الأول الذي نقع فيه وترتطم أفكارنا وطموحاتنا بقاعه الدفين؛ حينها تتهافت الأفكار السلبية كسِربٍ طيرٍ قرر الرحيل إلى حيثُ لا ينتمي! … ثم ماذا؟ لا شيء سوى الغرق في مستنقعٍ راكد من الإحباط والشعور باللاشيء، والأخير مزعجٌ جِدًّا! تُصْبِح فيه نفوسنا خاوية من الهمة، مفرَّغة من الحياة الحقيقية التي خُلقنا لها… وتنأى عقولنا عن قول سيدنا علي بن أبي طالب عليه السلام
إِذا اِشتَمَلَت عَلى اليَأسِ القُلوبُ… وَضاقَ لِما بِهِ الصَدرُ الرَحيبُ

وَأَوطَنَتِ المَكارِهُ وَاِطمَأَنَّت… وَأَرسَت في أَماكِنِها الخُطوبُ

وَلَم تَرَ لِاِنكِشافِ الضُرِّ وَجهاً… وَلا أَغنى بِحيلَتِهِ الأَريبُ

أَتاكَ عَلى قُنوطٍ مِنكَ غَوثٌ… يَمُنُّ بِهِ اللَطيفُ المُستَجيبُ

وَكُلُّ الحادِثاتِ إِذا تَناهَت… فَمَوصولٌ بِها فَرَجٌ قَريبُ

فخ الانتظار
أما وقد وقعنا في فخ الانتظار فهو مسلسل مُريب من التسويف والتبرير والعجز والوهن، يكشف مدى جهلنا في فهم هذه الحياة، ويستنزفنا حتى آخر رمقٍ بلا أي شيء يُذكر!! أتعلم أنَّ الانتظار هو الوجه الآخر للاستسلام؟! إنما بـ “ميك آب”. دعني أخبرك سبب ما قلته سَلَفًا!

في فترة من حياتي كنت أردد عبارة لم يُدرك معناها من حولي، لكنني كُنْت أعنيها وأفقهها جِدًّا “أنا أحاول تحريك العجلة” نعم هذا ما كان يحدث معي بالضبط، كنتُ أحاول تحريك عجلة الحياة بعد أن غاصت في رمال الواقع المرير، مهما هبَّت رياح شديدة وتناثرت الرمال في كل مكان؛ إلا أنَّ الرمال قد ابتلعت عجلة حياتي في جوفها … هذا كان شعوري! كلمَا سعيت في نحت طريقٍ للعجلة أعمت عيني تلك الرمال ورمتني إلى حيث كنت!

في ذات ليلة ساكنة تمامًا، تخلو من أي مظاهر لحركة الحياة، تَمَثَّلْت لي بأنها هي هي عينها حياتي الآنية … توقفت مع نفسي أُفكر … هل حقًّا هذا الليل المتشح بالسواد ساكن؟! أي لا حياة فيه! هل حقًّا هذا الليل بهدوئه وسكونه وضوء قمره الخافت منزوع منه هتافات الحياة التي أعرفها؟! بالطبع لا… والجاهل بل والغافل من يقول نعم! أطلق الله في قلبي دعوة وأجراها على لساني “اللهم أزل الغشاوة عن قلبي وفكري، وأرني اللهم طريقي وافتح لي من لدنك فتحًا مبينًا”

بعد مرور مدة كبيرة – أضعتها في الفخين المذكورين أعلاه – أفقتُ من هذا السبات وأدركت أمورًا قد تبدو بديهية لكنني غفلت عن تمثيل معانيها في حياتي … تنبّهتُ لكوني أرددها ك شعاراتٍ لا تحمل معناها.

سألخص تلك الأمور في 5 إضاءات حقيقية تُساعدك في الخروج من قوقعة الخديعة “خدعة محدودية السُبل”!


الإضاءة الأولى: كن واعيًا

إن بشريتك تُحيلك إلى الإحاطة القاصرة (المحدودة) مهما كنتَ مُتَعَلِّمًا، مثقفًا، ذَكِيًّا لن تُحيط بحياتك ولن تُدرك ما هو الأفضل لك؛ الله وحده من يُحيط بكل شيء علم قال تعالى: {أَلَا إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُحِيطٌ} [فصلت: 54] … من هنا ثق أنكَ في مسارٍ أفضل مما رسمته أو خططته لنفسك. ماذا بعد؟ بعد الإيمان المطلق بذلك، انطلق إلى التالي.

الإضاءة الثانية: استكشف نفسك!
“وتحسب أنك جرم صغير … وفيك انطوى العالم الأكبر” يوجد في داخلك كنز ثمين، لا بد من أن تستكشف نفسك وتجتهد لتعرف ماهيته وموقعه منك، داخلك قوة كامنة تنتظر إشارة منك، في عقلك الآلاف الأفكار تتلهف لروية النور، في قلبك إيمان يبتهج بك كلما اغترفت منه وَشَحَذْت منه همتك وعزيمتك! وجدت مسارات وطرقٍ عديدة ودخلت في وكر التشتت … انتبه!

الإضاءة الثالثة: اشحذ إرادتك!
بطبيعة الإنسان يُحب السهل والمُريح، وما إن يُصادفه ذلك الطريق الوعر؛ يخاف ويتردد ويستكين … يبقى عالقًا في المنتصف؛ والمنتصف مميت … وإياك والمنتصف! يقول جبران خليك جبران: “نصف شربة لن تروي ظمأك، ونصف وجبة لن تشبع جوعك، نصف طريق لن يوصلك إلى أي مكان، ونصف فكرة لن تعطي لك نتيجة النصف هو لحظة عجزك وأنت لست بعاجز … لأنك لست نصف إنسان”.

الإضاءة الرابعة: اسعَ ثم اسعَ ثم اسعَ
السعي يتناسب طَرْدِيًّا مع ما خُلقت له، ما دمت تسلك طريقًا لا تشتبه فيه محاذير شرعية، اسعَ بجدٍّ ما دامت أنفاسك حيّة، لا تنتظر بل كن مقدامًا تطرق (مختلف الأبواب) حتى يُفتح لك ما قد كتبه الله لك.

الإضاءة الخامسة: استمر … وعدّل في إستراتيجيتك