2022-04-21 15:04:26
فقط لو يَدُكِ)يَجعلُني مُطمَئنًا، ما يُبعد عنّي الآنَ خوف الليلِ ورعشةَ كائناتِهِ الغريبة، أنّني حين أنامُ أعلمُ أنّني أذهبُ إلى يديكِ. لم أعُد أضِلُّ الطريق إليهما. الرحلةُ طويلة وشاقة في المسافةِ بين النافذةِ والسرير؛ كُنتُ أخافُ لأنّني لم أكُن أعلَم إلى أين يُفضي بي النومُ كلَّ ليلةٍ. كُنتُ أعلمُ أنّه ليس موتًا، ليس يقظةً، بل يقظة الموتِ في خرافاتِهِ المُلَوَّنة. إلى أين يذهبُ جسمي في النوم. إلى أين تذهبُ عيناي. لكنَّني الآن حين أصِلُ إليهِ أعلمُ أنّني أجِدُ وِسادةً لرأسي المُتعبِ، لجسمي الضَّئيل. صغيرتان يَداكِ، لكنّهما تتّسِعانِ لجسمي لشِدَّةِ ما صارَ قليلًا، لشِدَّةِ حُضُوركِ في غيابي. لا أخافُ الآن أن يأخُذني حُلمٌ رماديٌّ إلى هاويةٍ لا قاع لها، أعلمُ أن راحةَ يَدَكِ اليُمنى تفتحُ لي بابًا إلى ضوءٍ قرين، وأنَّ وجهي يحفظُ، كحريقٍ، ملمسُ راحةِ يديكِ اليسرى. هل كنت غائبًا إلى هذا الحد، أعني لا أجِد من يدلُّني إلى نومي. من يُمسِك بيَدي، ويَدلّني بين صَحَاري الأرقِ الطويل. الآن أعلمُ أنّني أغفو حينَ يخطر لي أنَّ يدًا، لكِ، تُلَوِّح لي بصباحٍ آخر. فأنهضُ بإشراقتِها، حينَ تفتحُ لي النّافذة وتمسحُ النومَ عن عينيَّ فأعلمُ أنّني، أخيرًا، أحيا، لأنّها تُوقظني كُلَّ صباحٍ. ليسَتْ يَدكِ. مروحةُ الأصابعِ الناعمةِ، لمسَةٌ خفيفةٌ كالسّماء، مِن التَّجاعيدِ الّتي في جبيني، إلى الورمِ الدَّاكن تحت عينيَّ. ثُمَّ دائرة الفم الّتي ترسمينها لأبتسامةٍ ما، ثُمَّ خطّ العُنقِ حتّى أعلى الصَّدر. أعلمُ الآن أنَّ وجهي لا يَضيعُ بين الوجوهِ،
974 views12:04