Get Mystery Box with random crypto!

الأفكار الدخيلة Thought Insertion: في كلّ ليلة قبل النوم، تطل | إستشارة طبية

الأفكار الدخيلة Thought Insertion:

في كلّ ليلة قبل النوم، تطلب ابنتي (مينا) مني أن اشاهد معها (قسراً) حلقة من إحدى المسلسلات الكارتونية التي تعشقها: أنا أفضّل غامبول صراحة، لكنها تشغف التنويع بين سبونج بوب وكلارينس وسندباد وغيرها.
في الليلة الماضية، صُدمت حين شاهدتُ هذا الحوار البليغ الذي دار بين سبونج بوب وصديقه الأبله بسيط. يطلق على هذا الحوار في الطبّ النفسي بالتفكير الدخيل، وهو نوع من الارتياب (paranoid) الذي لا تجده إلا في حالاتٍ نادرة عند مرضى الشيزوفرنيا.
لو تمعنتم في الحوار لوجدتم أن «سبونج بوب» يخاف أن لا تكون ذاكرته ملكاً له، بل دخيلة عليه، أو مزروعة في رأسه. ويجيبه «بسيط» باحتمال أن يكون الفضائيون قد استبدلوا أفكارهم بأفكارٍ أخرى...! يعتقد مريض (الأفكار الدخيلة) أن الآخرين يستطيعون التلاعب بأفكاره وتصرفاته، كما في مسرحية عطيل، حين حاول إياغو أن يزرع فكرة خسيسة مفادها أن ديدمونة تقوم بخيانة عطيل مع أعز أصدقائه.
دائماً أفكر في هذا العارض العجيب (الأفكار الدخيلة)، ودائماً أفكر كيف يمكن للفرد أن يسيطر على تفكير الآخرين ويخدعهم بأبشع الطرق وأقساها، أو الدخول إلى أفكارك واستبدالها بأفكار أخرى. الأقسى من كلّ ذلك، كيف يرتضي الإنسان العاقل أن يسلّم عقله للأوهام بنفسه؟ وكيف يقبل أن يُملأ رأسه بالتضليل والكذب والذرائع؟ وكيف يرتضي أن يكون ضحية التلاعب بعقله أو أن يُحاوَل إقناعه برؤية الأشياء بطريقة لا تمت إلى طريقته ومصلحته؟

$$$

د.حميد يونس
أخصائي الطب النفسي