2021-02-05 20:53:19
عتاب محب
أُناشدُ صحبي في الولاءِ وأعتبُ * وفي القلبِ منهم جمرةُ البينِ تلهبُ
لماذا علينا اليومَ يا صاح تغضبُ؟!! * وبالأمسِ من فردٍ من الجيشِ تهربُ
لماذا علينا اليومَ تبدو غُضنفراً؟!! * وبالأمسِ من أعدائنا أنت أرنبُ
تذكرْ وعدْ شيئاً قليلاً إلى الوراء * ففي صفحةِ الماضي التواريخُ تُكتبُ
دمي سالَ كالأنهارِ والسجنُ ضجَّ بي * وأنت معافىً بينَ أهلكِ تطربُ
رأيتَ بنينا بالصواريخِ قُطِّعوا * مساجدَنا والدورَ بالقصفِ تُخربُ
قُتلنا وشُرِّدنا وضاقتْ بنا الدُّنا * وأنت سكوتٌ لا تلومُ وتشجبُ
بشِعبِ الإباء مرانَ كانَ حصارُنا * وأنت طليقاً كنتَ تغدو وتذهبُ
وحلَّ علينا كلُّ نوعٍ من البلاء * وأنت ترانا ثمَّ تلهو وتلعبُ
صرخنا وكانَ الصمتُ قيداً مؤكداً * على كلِّ أفواهِ الرجالِ مُرَكَّبُ
فهزَّتْ كيانَ المجرمينَ وأسقطتْ * قواهمْ ولا زالتْ تخيفُ وتُرعبُ
وأنت تراها هذيَ هاذٍ وضجةً * ورمزاً سياسياً به الجاهُ يُكسبُ
أعادَ لنا روحَ الجهادِ ونبضه * حسينُ ابنُ بدرِ الدِّين إذ كانَ يُسلبُ
مضى واثقاً باللهِ منْ هديه ارتوى * وكلُّ بني الدنيا منَ اليأسِ تشربُ
ُومن أبعدِ الأرجاءِ هَبَّتْ مواكبٌ * لِنُصرتِنا إذ غابَ من هو أقربُ
إذا ما انتصرنا آمنَ البعضُ أنه * هو اللهُ والبعضُ استمروا وكذَّبوا
رَجعنا إلى القرآنِ نُحييه بيننا * سخرتَ ومن آمالِنا كنتَ تعجبُ
كفرنا بأمريكا وقمنا بحربِها * وكلُّ زعاماتِ العروبةِ ترهبُ
كسرنا جدارَ الخوفِ قلنا ألا ادخلوا * من البابِ قولوا صرخةَ الحقِ واغضبوا
فبدلتموا غيرَ الذي قيلَ عنوةً * وآثرتموا ما عنده النفسُ ترغبُ
وما زالَ فينا ذُو الفقارِ وحيدرٌ * وخيبرُ تخشانا وعمروٌ ومرحبُ
وفي كربلاءْ مرانَ فازَ حسينُنا * شهيداً وأضحتْ في يدِ الأسرِ زينبُ
وبدرُ الهدى السَجَّادُ ماتَ مُشرَّداً * ألا كيفَ زينُ العابدينَ يُغيبُ؟!!!
ولكنَّ للرحمنِ في الخلقِ سنةٌ ٌ * إذا غابَ نجمٌ لاحَ للناسِ كوكبُ
فقامَ أبو جبريلَ يُكمل دربهمْ * ويُشهرُ في الطاغوتِ سيفاً ويضربُ
يُواجهُ حرباً بعدَ حربٍ ولم يزلْ * ينادي ألا إن تنصروا اللهَ تغلبوا
ينادي إلى خيرِ التجارةِ فانهضوا * فأرباحُها الجناتُ هيا تسبَّبوا
ألا في سبيلِ اللهِ يا قومَنا انفروا * خفافاً ثقالاً فانفروا أو تُعذبوا
ولبَّاهُ أنصارٌ رجالٌ أحبَّهم * إلهي وهمْ في حبِّهِ القلبَ ذوَّبوا
وأنت أسيرُ الخوفِ والشكِّ والهوى * وتزعمُ أنَّ الحقَ فيك وتحسبُ
وما كانَ منكَ الصمتُ يا صاحِ كافياً * بلى قمتَ تُفتي مَنْ أتانا فمذنبُ
تنصلتَ عن حملِ الأمانةِ فانبرى * لها جندُ ربي ثم قمتَ تُألِّبُ
وها نحنُ في ظرفٍ عصيبٍ وحالكٍ * وأنتَ ذبابٌ في الجروحِ تُنقبُ
ُتُشاهدُ عدواناً على الشعبِ ثم لا * تُدينُ إذا ما قمتَ في الناسِ تخطبُ
دموعُ السما تنسابُ من هولِ ما جرى * وقلبُكَ مِن أقسى الحجارةِ أصلبُ
تقومُ ببعضِ الواجباتِ لِيُسرِها * وتُهملُ ما يُضني وإنْ كانَ أوجبُ
ُوتحصرُ دينَ اللهِ في غسلِ إصبعٍ * وشعبُكَ بغياً بالدَّماءِ مُخَضَّبُ
تُعَطِّلُ فرضاً عظَّمَ اللهُ قدرهَ * فكيفَ لزيدٍ تنتمي؟!! كيفَ تُنسبُ
وهل هكذا كانت حياةُ نبينا * وعترتِهِ قل لي ومَن كانَ يصحبُ؟!!
أهذا هو العلمُ الذي عشتَ طالباً * له وإلى الباري به تتقربُ؟!!!
أهذا هو العلمُ الذي قلتَ أننا * نحاربُه؟!! إني له أتعجبُ
أهذا هو الدينُ الذي سرتَ ناشراً * له في القرى ثم المدينةِ تتعبُ؟!!
تعيبُ علينا اليومَ أخطاءَ قاصرٍ * وفيكَ من الأوصافِ ما هو أعيبُ
وتبحثُ عن أدنى قصورٍ وغلطةٍ * فتشهرُها في كلِّ نادٍ وتُسهبُ
متى يستوي مِن سورةِ الصَفِّ صَفُّنا * ومَن قاتلوا صفاً إلى اللهِ حُبِّبوا
يُوحِدُنا العدوانُ لا فرقَ عندَّه * يريدُ احتلالاً للبلادِ وينهبُ
وساعدَه الأنذالُ في غزو أرضِهم * وقالوا له أهلاً وسهلاً ورحبوا
ولكنَّ أحرارَ البلادِ تحركوا * صغاراً وشُباناً ومن هو أشيبُ
ورُبانُ أهلِ العلمِ كالسيلِ بادروا * ومن شذَّ عنهم فهو حقاً مُذبذبُ
فقفْ جانبي يا صاح دونَ تردُّدٍ * وإلا فمن نهرٍ لطالوتَ تشربُ
وتسقطُ أثناءَ المسيرِ مُبررا * سقوطَك بالتصحيحِ إذ كنتَ تطلبُ
ومنْ كانَ منا سيئٌ فهو جاهلٌ * بمشروعنا والسوءُ للجهلِ يُنسبُ
كتبتُ وقلبي من أسى البينِ مُكتوٍ * وعيني دموعاً فوقَ شعريَ تسكبُ
على المصطفى صلى إلآهي وآله* مع كلِّ شمسٍ حينَ تبدو وتغربُ
الشاعر/ راجح عامر.
103 views17:53