2022-08-22 19:58:06
قال الأوزاعي وهو يصف القصة : دخلت عليه، والمسودة عن يمينه وشماله، ومعهم السيوف مصلتة، فسلمت عليه فلم يرد ونكت بتلك الخيزرانة التي في يده، ثم قال: فانعقدَ جبينُ هذا الرجل من الغضب ثم قال له:
أأنتَ الأوزاعي ؟
قال : يقولُ الناسُ أني الأوزاعي!
قال: فرفع بصره وقد ظهر عليه الغضب، ثم قال:
يا أوزاعي، ما تقول في دماء بني أمية التي أرقناها؟؟
قال الإمام : حدثنا فلان عن فلان عن فلان عن جَدك ابن عباس وعن ابن مسعود وعن أنس وعن أبي هريرة وعن عائشة أن رسول الله صل الله عليه وسلم قال:
" لا يحلُ دمُ امرئ مسلمٍ إلا بإحدى ثلاث، الثيب الزاني، والنفس بالنفسِ، والتارك لدينه المفارق للجماعة"
فإن كان مَن قتلتهم مِن هؤلاء، فقد أصبت، وإن لم يكونوا منهم، فدماؤهم في عنقك....
قال فتلمظَ كما تتلمظُ الحية، فنكت بالخيزران، ورفعت عمامتي أنتظر السيف !! ورأيت الوزراء يستجمعون ثيابهم ويرفعونها حتى لا يصيبها الدم.
ثم قال: ما تقول في أموالهم؟
فقال الأوزاعي: إن كانت لهم حرامًا فهي عليك حرام، وإن كانت لهم حلالاً فما أحلها الله لك إلا بحقها...،
فأعاد الضرب بالخيزرانة، وأطرق مليًّا ثم رفع رأسه فقال:
يا أوزاعي, هممت أن أوليك القضاء،
فقال الإمام : أصلح الله الأمير، وقد كان انقطاعي إلى سلفك ومن مضى من أهل بيتك، وكانوا بحقي عارفين، فإن رأى الأمير أن يستتم ما ابتدأه آباؤه فليفعل،
فقال: كأنك تريد الإذن,
فقال: إن ورائي لحرمٌ بهم حاجة إلى قيامي بهم، وسِتْري لهم،
فقال السفاح: فذاك لك.
فأمرني بالانصراف، وقال: خذ هذه الجائزة – كيس مملوء ذهبًا –
قال الأوزاعي: لا أريد المال.
قال: فغمزني أحد الوزراء، يعني خذها. فأخذ الأوزاعي الكيس، ووزعه على الجنود، حتى لم يبق فيه شيء، ثم رمى به وخرج ......
وظل السفاح يخشاه حتي مات
رحم الله الأوزاعي ......
174 views MR • ROBOT , edited 16:58