Get Mystery Box with random crypto!

| إرشاد طلبة العلم إلى الحرص على اجتماع الكلمة وتآلف القلوب، و | ⛤عرفت فالزم⛤

| إرشاد طلبة العلم إلى الحرص على اجتماع الكلمة وتآلف القلوب، وتقبّل الاجتهاد السائغ، والتعاون على البر والتقوى، والتناصح باللين والحكمة، والحذر من التحاسد والتقاطع|

قال الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين في كلمة له:

(فالواجبُ علينا -نحن طلبةَ العلم- أن نكون يدًا واحدة، وألا نتفرق مهما اختلفت الآراء المبنية على الاجتهاد السائغ؛ فإن الاختلاف في الاجتهاد أمر ثابت من عهد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم إلى عهدنا هذا، ولكنه لا يجوز أبداً بأي حال من الأحوال أن يكون سببًا لتفرق القلوب؛ فإن تفرق القلوب هو الداء العضال الذي لا يَفرح به إلا أعداء الأمة الذين ينتهزون الفرص في تشتتها وتفرقها.

وإنني أرجو من إخواني طلبة العلم أن يكون بعضهم لبعض ولياً؛ يتولاه وينصره ويدافع عنه، ويكون معه في الحق، ويذود عنه، وإذا أخطأ -والخطأ لا يُعصم منه إلا من عصمه الله- فليبين له الخطأ، وليكن ذلك سرًّا بينه وبينه، دون أن يُفشيه لأحد؛ لأنَّ الخطأ إذا ظَهر للناس فإنه سيجعل فوق الخطأ خطأً آخر وثالثًا ورابعًا وهكذا، لكن إذا كان نصيحة بين الإنسان وأخيه، فإنه يزول -بإذن الله- مع حسن النية، وحسن الطريقة؛ فالإنسان قد يخطئ، وقد تظن أنه أخطأ، وقد تكون أنت الذي أخطأتَ، فإذا تقارب الناسُ وتناصحوا فيما بينهم وتبين الحق؛ فإنه لا يُعذر أحدٌ لمخالفته أبدًا.
لكن الشر كل الشر أن ينتهز الواحد منا خطأَ صاحبه، ثم ينشره بين الناس، فتبقى الضغينة والأحقاد، والعداوة والبغضاء بين الناس.

ثم إن الخلاف الذي يقع بين العلماء، والتعادي بينهم، والقدح بين بعضهم ببعض، ليس ضرراً على العالم شخصيًا، بل هو ضررٌ على الشريعة كلّها؛ لأن حملة الشريعة هم العلماء، فإذا طعن بعضهم ببعض لم يثق العامة لا بالطاعن ولا بالمطعون فيه، وحينئذٍ تضيع الشريعة الإسلامية بين الأحقاد والضغائن.

لذلك أنا أدعو إلى أن يرجع كل منا إلى صواب رأيه، وأن يفكر في الأمر، وألا يجعل من مخالفة أخيه عداوة وبغضاء، وألا يجعل أيضًا من نعمة الله على أخيه بقبوله عند الناس ألا يجعل من ذلك حسدًا وكراهة لما أنعم به الله عليه؛ فإن ذلك بلا شك من أخلاق اليهود كما قال تعالى عنهم: {وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَداً مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ}.
ومن المعلوم أن الحاسد لن يضر المحسود شيئًا؛ لأن هذا فضل الله يؤتيه من يشاء كما قال الله تعالى: {أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُمْ مُلْكاً عَظِيماً}وإنما يضرُّ الحاسدُ نفسَه؛ فإن الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب، والحسد جمرة عظيمة في قلب الحاسد، لا يمكن أن يهدأ له بال ولا يقرّ له قرار حتى يرى نعمة الله على أخيه قد زالت والعياذ بالله، وحينئذٍ يهلك، ويفقد تمامَ الإيمان الذي قال عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه).