Get Mystery Box with random crypto!

[ التَّشْتُّتُ الفِقْهي بينَ الطَّرحِ الفِكْري وَالتَّأصيلِ ا | الشيخ فارس بن فالح الخزرجي

[ التَّشْتُّتُ الفِقْهي بينَ الطَّرحِ الفِكْري وَالتَّأصيلِ العِلْمي]
تحرير وإعادة نشر
كان الطرح الفقهي عند المتقدمين والمتوسطين وعند المتأخرين مبنيًا على التأصيل العلمي ، وأعني به اعتماد الأصول المنضبطة في مناقشة أي مسألة فقهية طارئة أو قديمة ، ولم يكن الفقهاء حينذاك يتعرضون للطرح الفكري في ضبط المسائل الفقهية كما نراها اليوم ، أو بمعنى أدق لم يكن النهج الفكري المحكوم بجماعة أو حزب يحكمهم عند بيان مسألة ما .
ففي زمن الصحابة كان طرحهم لما يفهموه من القرآن وكلام النبي صلى الله عليه وسلم وفي زمن التابعين أضافوا أقاويل الصحابة رضي الله عنه ثم إلى زمن الأئمة الأربعة رحمهم الله ، ثم من أتى بعدهم وفق ما قرره الأئمة من أصول .
بينما اليوم نرى الكثير من الروابط العلمية أو مؤسسات الإفتاء عند التنازع الفقهي يكون مبني على الطرح الفكري ؛ فالمنتسب للسلفيين سيناقش وفق ما يمليه عليه انتماؤه لمدرسته لاسيما اختلاف المدارس السلفية واختلاف اختياراتها ، وكذلك المنتسب للصوفية أيضا سيطرح ضابطه الفقهي وفق انتسابه الطرقي مع كثرة اختلافها ، وكذلك الإخواني ويتحكم بذلك توجهات الحاكم أو الرئيس أو زعيم الحزب أو الجماعة وهكذا.
وسيتْبَعُ هذا الطرح انتصار كل باحث لتوجهه الفكري أو ما يملى عليه كما نرى اليوم في الفوضى العلمية.
ومعنى الطرح الفكري : أن تناقش المسألة الفقهية بين الباحثَين من خلال منظورهم الفكري المنتمين إليه.
أما طرح التأصيل العلمي : أن تناقش المسألة وفق ما أورده العلماء في مذاهبهم الأربعة المعتبرة ، ووفق أصولهم وقواعدهم .
والمتابع ههنا سيتشتت ذهنه بين الفريقين لا محالة لأنه بنى معتقده على حكم شرعي مبني على طرح فكري ثم تبقى الدوامة الفقهية غير مستقرة ، وينبغي أن يتنبه المشتغلون في العلم أن من يضبط المسائل الفقهية هي الأصول المنضبطة التي أسسها فقهاء هذه الأمة ، والتي ينطلقون منها لاستخراج الحكم الشرعي -وهذا جزء من دعوتنا في التجديد الفقهي- فيبحثون وفق المذاهب الفقهية بأصولها والتي لا تتأثر بالطرح الفكري وتكون بمعزل عنها ، بغير ذلك ستبقى الفوضى العلمية سائدة دونما أي ضابط.
والله الموفق وهو الهادي إلى سواء السبيل .

وكتب
فارس بن فالح الخزرجي
6/ ذو الحجة / 1438
28 / 8 / 2017

https://t.me/FarisAlKhazraji