سلسلة : [ مذهب الحنابلة العقدي بين الحقيقة والدعاوى] 《 ٣》 | الشيخ فارس بن فالح الخزرجي
سلسلة : [ مذهب الحنابلة العقدي بين الحقيقة والدعاوى] 《 ٣》
{ دقة وأمانة نقل علماء الحنابلة لروايات الإمام أحمد رضي الله عنه }
يستدل شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في رده لرواية حنبل بقول الخلال : يغرب ويتفرد . بينما لم ينتقد هذه الرواية بخصوصها أحد ممن سبق تقي الدين ، لذلك نجده أنه تأولها بتأويل بعيد وحتى في تأويله لم يسبقه أحد .
والناقلون عن الإمام احمد رضي الله عنهم ثقات وعدول ، ونقدهم للرواة على قسمين : 1.نقد بالمجمل : كنقد الخلال لحنبل _ رحمهما الله _ أنه يغرب ويتفرد . 2.نقد تفصيلي : إذا تفرد أو وهم أحد منهم ذكروا تفرده أو وهمه وحددوا ذلك _ مثل حنبل _ في أي رواية تفرد .
لاسيما الخلال وتلميذه وابن شاقلا ، وهذه بعضها على سبيل المثال ليس حصرًا . 1.رواية تأويل المجيء : أوردها القاضي أبو يعلى رحمه الله قال : وقد قال أحمد في رواية حنبل في قوله: {وجاء ربك} ، قال: قدرته، قال أبو إسحاق بن شاقلا: هذا غلط من حنبل لا شك فيه، وأراد أبو إسحاق بذلك أن مذهبه حمل الآية على ظاهرها في مجيء الذات هذا ظاهر كلامه والله أعلم. ابطال التأويلات ( 1 / 132 ) . فليتنبه أخي القارئ : إسحاق بن شاقلا 369 هجرية . رد صراحة هذه الرواية ولم يكتف بالإجمال . 2. إن من طريقة الخلال ، إذا تفرد حنبل برواية صرح بذلك ، مثاله : رواية شهادة أهل الكتاب بعضهم على بعض : قال المرداوي : وعنه: أن شهادة بعض أهل الذمة تقبل على بعض، نقلها حنبل، وخطأه الخلال في نقله، قال أبو بكر عبد العزيز: هذا غلط لا شك فيه، قال أبو حفص البرمكي: تقبل شهادة السبي بعضهم على بعض إذا ادعى أحدهم أن الآخر أخوه، والمذهب: الأول، والظاهر: غلط من روى خلاف ذلك، قاله المصنف، والشارح، واختار رواية قبول شهادة بعضهم على بعض: الشيخ تقي الدين - رحمه الله – " الانصاف ( 12 / 41 ) . فليتنبه اخي القارئ : تخطئة الخلال ، وتلميذه مخصوص لهذه الرواية . 3. نقل المرداوي قال : حكاها المصنف. وعنه يتمها فرضا اختاره المجد في شرحه. وعنه تبطل. نقلها حنبل. ووهمه الخلال.1 / 446 4. قال الخلال: هو وهم من ناقله، وقال: لا أعرف هذا في الأحاديث، ولا رواه أحد عن أبي عبد الله غير حنبل، وهو عندي وهم من حنبل.الانصاف (2/497) ومن نظر في كتب المذهب سيرى وبجلاء دقة علماء المذهب في النقل والنقد . لذلك لم نجد أحدًا من علماء المذهب انتقد رواية حنبل رحمه الله بخصوصها . بينما نجد أن شيخ الإسلام في القرن السابع قد تفرد بنقده لهذه الرواية وتفرد بتأويلها .
وكتب فارس بن فالح الخزرجي 24 / 2 / 1443 1 / 10 / 2021