Get Mystery Box with random crypto!

رقم الفتوى ( 472 ) #عاشوراء #الصيام #مكفرات_الذنوب صيام عاشور | فتاوى علمية من الساحة الشامية

رقم الفتوى ( 472 ) #عاشوراء #الصيام #مكفرات_الذنوب

صيام عاشوراء يكفّر الذنوب الصغائر أم الكبائر أيضاً؟


السؤال:

قال ﷺ عن عاشوراء: يكفر ذنوب سنة.
فهل يشمل الصغائر والكبائر.. أم أنه يخص الصغائر فقط؟

الإجابة:

المراد بالذنوب التي تكفرها الأعمال الصالحة؛ ما كان حقًا لله تعالى [ينظر: ‹فيض القدير› (6/191)].
أما هل يُكفر صيام عاشوراء الذنوب الكبائر.. ففي المسألة تفصيل..
ذكر الإمام النووي رحمه الله في ‹المجموع› (6/ 382) قولين في المسألة:
"أحدهما: يكفر الصغائر بشرط أن لا يكون هناك كبائر فإن كانت كبائر لم يكفر شيئا لا الكبائر ولا الصغائر.
والثاني -وهو الأصح المختار-: أنه يكفر كل الذنوب الصغائر، وتقديره يغفر ذنوبه كلها إلا الكبائر، قال القاضي عياض رحمه الله: هذا المذكور في الأحاديث من غفران الصغائر دون الكبائر هو مذهب أهل السنة، وأن الكبائر إنما تكفرها التوبة، أو رحمة الله تعالى".
ثم قال النووي رحمه الله: ".. أجاب العلماء أن كل واحد من هذه المذكورات صالح للتكفير؛ فإن وجد ما يكفره من الصغائر؛ كفَّره، وإن لم يصادف صغيرةً ولا كبيرةً؛ كتبت به حسنات، ورفعت له به درجات... وإن صادف كبيرةً -أو كبائر- ولم يصادف صغائر؛ رجونا أن تُخفَّف من الكبائر".
وقال إمام الحرمين الجويني في ‹نهاية المطلب› (4/ 73)، ونقله عنه النووي في المجموع (6/382): "وكل ما يرد في الأخبار من تكفير الذنوب، فهو عندي محمولٌ على الصغائر، دون الموبقات".
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله كما في ‹المستدرك على فتاوى ابن تيمية› (ص78): "جاء الكتاب والسنة بتكفير الصغائر لمن اجتنب الكبائر وهذا لا ريب فيه". وقال رحمه الله في ‹الفتاوى الكبرى› (5/ 342): "وتكفير الطهارة والصلاة وصيام رمضان وعرفة وعاشوراء للصغائر فقط".
وهذا هو مذهب أكثر العلماء إلى إنها تكفر الصغائر دون الكبائر.. ولهذا أشار الحافظ ابن رجب في ‹فتح الباري› (4/ 205).
إلا أن أبا بكر بن المنذر يقول في كتابه ‹الإشراف› (3/172) -عن قوله ﷺ في ليلة القدر: «غفر له ما تقدم من ذنبه»-: "قول عام؛ يُرجَى لمن قامها إيماناً واحتساباً؛ أن يُغفر له جميع ذنوبه صغيرها وكبيرها".
وفي ‹طرح التثريب› للحافظ العراقي (4/162): "ظاهره تناوله الصغائر والكبائر".
ونقل المناوي رحمه الله في ‹فيض القدير› (6/191) عن صاحب ‹الذخائر› أنه قال: "فضل الله أوسع"، وكذا ابن المنذر في ‹الإشراف›: "يغفر له جميع ذنوبه صغيرها وكبيرها"، وحكاه ابن عبد البر عن بعض معاصريه) انتهى المراد من كلام المناوي رحمه الله.
والذي يظهر والله أعلم: أن القول بعموم تكفير الذنوب صغيرها وكبيرها أقرب؛ لقوله تعالى: ﴿إِنَّ اللهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ﴾ [النساء:48]، ولورود النص على بعض الكبائر كما في قوله ﷺ: «...غُفِرَ لَهُ وَإِنْ كَانَ فَرَّ مِنْ الزَّحْفِ» رواه الترمذي (3577)، وصححه الألباني.
وقوله ﷺ لأبي ذر: «...وَإِنْ زَنَى وَإِنْ سَرَقَ عَلَى رَغْمِ أَنْفِ أَبِي ذَرٍّ» رواه البخاري (5827)، ومسلم (94).
وقال الإمام ابن القيم رحمه الله في ‹زاد المعاد› (3/ 372): "الكبيرة العظيمة مما دون الشرك قد تُكفَّر بالحسنة الكبيرة الماحية... فإن ما اشتملت عليه هذه الحسنة العظيمة من المصلحة، وتضمنته من محبة الله لها، ورضاه بها، وفرحه بها، ومباهاته للملائكة بفاعلها؛ أعظم مما اشتملت عليه السيئة من المفسدة" انتهى كلامه رحمه الله بتصرف.
ويشهد لقوله رحمه الله حديث: « أَنَّ امْرَأَةً بَغِيًّا رَأَتْ كَلْبًا فِى يَوْمٍ حَارٍّ يُطِيفُ بِبِئْرٍ قَدْ أَدْلَعَ لِسَانَهُ مِنَ الْعَطَشِ فَنَزَعَتْ لَهُ بِمُوقِهَا فَغُفِرَ لَهَا » رواه مسلم (5997).
والشأن كل الشأن في الارتقاء بالأعمال الصالحة إلى مرتبة الإحسان، التي هي مظنة القبول، وتكفير الذنوب والسيئات، وعلينا الإكثار من التوبة والاستغفار، وعدم الاتكال على الأعمال؛ فرُبَّ عمل يظنه الإنسان مقبولاً، وهو عند الله مردود.
ولا حول ولا قوة إلا بك يا رحيم يا ودود.
والله أعلى وأعلم





المجيب: عبد الله المحيسني @shemmary

لطرح سؤال على المشايخ أرسله هنا :
@innhoallah7_bot

ولمتابعة قناة الفتاوى هنا :

https://t.me/fatawa3lmiah