2022-05-25 21:25:07
طفلة لم تبلغ من عمرها سوى أربع سنوات، وبينما هي تلعب في خارج المنزل، أخذت شيئاً من الأرض ووقفت بجانب سيارة والدها الجديدة، وبدأت تكتب بيدها فوق السيارة، فلما شاهدها والدها جاء مهرولا إليها مسرعاً بخطواته وهو في قمة غضبة، فأخذ يد إبنته وضربها ضرباً مبرّحا عدة مرات، وقطعت أصابعها، وبعدها ذهب بها لأقرب مستشفى وعالجها.
فسألته إبنته: متى تنمو أصابعي من جديد يا أبي؟
صمت الأب وخرج وهو في غاية الألم، ثم أخذ يركل سيارته عدة مرات، وعند جلوسه على الأرض نظر إلى الخدوش التي كتبها الابنة على السيارة :
{ أحبك أبي }
هنا اصاب أباها الذهول، وتأنيب الضمير الذي أحاط بقلبه وعقله، وبعض الأسئلة أخذت تدور في عقله..
ماذا فعلت أنا؟ لما تسرعت؟ وبدأ يلوم نفسه، واصطحب إبنته معه وعادوا معاً.
هذه المشكلة توجد لدينا نحن الجميع، دائماً متسرعين باتخاذ القرارات الخاطئة بحق أبنائنا ونبخس حقهم، ولا نعطي لهم أهمية في حياتنا اليومية.
فاليوم الأب لا يعلم أين اولاده؟
وماذا يحتاجون؟
إنهم يحتاجون للحب والعاطفة ومراعاة شعورهم، لنجعلهم يبوحوا لنا بما في داخلهم من أسرار، لنكون لهم سندا وعونا.
ولكن يجب أن لا يطغي علينا حبنا لهم، يطغى ونسيء التصرف، فلنوزن الأمور والقرارات.
ولنبحث عن الحلول ولا نبقى ننتظرهم إلى أنْ يأتوا لنا ويحدثونا أو ربما يصمتوا، لأنهم يعلمون إن عرفتم، ستوبخوهم وتضربوهم، لذا يفضلون الصمت، فالخوف لديهم منكم في داخلهم.
فيجب أن نتنبّه لقراراتنا الخاطئة التي نتّخذها ونتسرع فيها، البعض عندما يضرب إبنه يظن أنه يعلمه، فيقول له: حين أوبّخك وأضربك، فهذا من أجلك ولنفسك، لأنني أحبك وأريد لك الخير.
من جهة أخرى، الأم كذلك لا تختلف عن الأب، لتربي أطفالها على الضرب حتى يتعلموا، وتتخذ قرارات عن ابنتها، افعلي هذا ولا تفعلي ذاك، وتصدر قرارات خاطئة، وتهمل مراعاة الشعور لدى ابنتها، فهي بعيدة عنها لكن حينما تخطئ تكون حاضرة وتلومها.
لذا علينا جميعا أن نجعل الحياة جميلة بوجوه أولادنا، ولنكنْ معهم ولنجعلهم يعبرون عن حبهم لنا، كي لا نخفيها بدواخلنا، لنظهرها للجميع. فالحب شيء جميل ورائع وهو مدرسة نحب فيها كل الناس، ليكون صحيح في حبه، ولا يستعجل في قراراته، فأحيانا تكون بعض القرارات نقمة علينا.
أحبوا أبناءَكم.. فلا حدود في الحب، واتركوا الغضب فإنَّهُ يدمر كل شيء، فتمهَّلوا في قراراتكم
638 views18:25