2023-04-19 20:29:40
برغم المأساة وقساوة ما نرى ونعايش، لا أريد أن أسميها حرباً، لأني أعلم أن ما وراء هذه الكلمة أكثر مما رأينا.
أقول فقط أنه كتب علينا منذ زمن أن نكون ثمن وضريبة الغد، أن ننفق سنوات عمرنا وزهو شبابنا في احتمال الويلات وابتلاع الغصص.
أسميها ثمن جديد لم نختره ولكن ندفعه لحلم الوطن، تكلفة باهظة أخرى أُجبرنا عليها، وسنحتملها لنفسح مجالاً للأمنية.
متيقنون تمام اليقين أنها معركة مؤجلة وحتمية الحدوث، كتمام يقيننا أن السودان -كأرض وإنسان- آخر أولوية وأضعف دافع لدى الخصوم، ومتيقنون كذلك أن من هنا العبور، وإن كان الطريق شائكاً يُخفي كل الاحتمالات، لذا وإن كنا داخل البيوت وتحت القصف، نحن سائرون إلى الغد الموعود، ماضون بصمتنا وخوفنا وتخبطنا نحو حلم قديم مُلح بالتحقق.
أقول فقط وإن اشتد البأس وضاق الحال، لا تعش هذه الأيام بنفسية الضعيف المغلوب على أمره، نحن من قدم الكثير واحتمل المر لأجل هذه البلاد، عش بروح من يمر الآن من أضيق الطرقات نحو حلمه، هي عنق الزجاجة، بعدها الفتح والنصر الكبير.
سننتظر النهاية ثم نخرج -ولو من تحت الأنقاض، لنكمل ما أنفقنا أعماراً في ابتدائه.
نحن جيل الثمن، النور في أول النفق لا في آخره .
#محمد_عبدالرحمن
2.7K viewsزَكِية عَاطِف , 17:29
م
