2021-12-08 16:44:43
"كنت هناك..
غير بعيدَة وغير قريبةَ، كان هذا المنتصَف ضيقًا جدًا ويدايّ قصيرتينَ وصوتِي لم يصلهمُ..
أربعتهمُ وقفوا بعد مُدة من الزمن من دون سابق موعد..
تجلتَ كل أسئلةِ عُمر أمامِي حين إلتقتَ عيناه بعينِي رنيم بعد إختفاءهَا المفاجئ الذي لم يعلم سببه بعد عن قضيتهِ، ثم ظهورهَا بنفس الغموض والمفآجاة في المرافعَة الأخيرة التي كان مصيرها..براءة!
أما هِي فبدَا إرتباكهَا واضحًا، كنت هناك أشاهدهم مكثت طويلاً أصرخ وأفسّر سبب رحيل رنيم لعمَر، وسبب عودة عمر إلى فرنسا إلى رنيم.. لكن صوتِي لم يسمعه أحد..
في ساعة أخرى من ذلك النهار كان عليّ غسل الصحون والأطباقَ وتنظيف المنزل، وأنا أعمل لم أتوقف عن التفكير في "سكينَة" وأطفالهَا اللّذين حرمت منهم ظلمًا، بطريقةِ ما وجدت نفسي أفكر في حلول تساعد رنيم في قضيتهَا هذه، كنت أفكر أيضًا في عمر، التعافِي من حادثة بشعة كالتِي مر بها لن يكون سهلاً أبدًا لكني حين عدت للقراءة في وقت لاحق كانت فتاة جميلة جدًا، ذكية للغاية قد ظهرت وسبقتنِي.. آية!
كنت هناك..
سافرت إلى المغربَ، كنت أرى حزن عائشة على أصغر إخوتها عمر، ثم توجهت إلى مصر حيث وقتها لم تكن رنيم في أفضل حال قبل عودتهَا إلى فرنسَا، كيف كان أمر القضيةَ مُهمًا لها لذلك الحدَ، ثم لقاءهَا الغير متوقع ومتوقع في آن واحدٍ بشهابَ، ظهورهُ كان يعنِي أنها واقعَة في مصيدة المنتصفَ بين شخصين تعرفهما جيدًا..لكن كان على قلبهَا أن يختار..
ثم عدتُ إلى فرنسَا، كان كل شيءٍ مرتبًا وجذّابًا، رأيتهم جميعًا، منهمكينَ في العمل فتذكرت على الفور أن حفل زفاف "ياسمين" قد إقترب!
الفتاة الأحبَ إلى قلبِي، القريبة جدًا من وجدانِي لطالمَا أحسستُ بأوجهِ الشبه بيننا، كنت قريبةً حين كانت على وشك إلقاء رسالة الدكتوراه أمام الجمهور من عائلتهَا وأشخاص تعرفهم ودكاترة، رأيت توترهَا، بصراحَة، إنتابنِي نفس شعورهَا ولطالمَا كنت أقل ثقة وشجاعَة حين يتعلق الأمر بإلقاء كلمَة أمام جمهور كبير..
رغبت جدًا بإحتضانهَا حين تم كل شيءٍ بنجاحَ، دائمًا وجدت نفسي بعيدَة تغلبني المسافَة فأضطَر فقطَ لمراقبتهمُ، فلا جدوى من صُراخِي المستمَر وأنا أحاول لفت إنتباههم!
في وقتٍ لاحق.. كان عليّ اللحاق بالطائرة!
أركض مسرعَة يغمرنِي حماس وفرح لحضور حفل زفاف "رنيم"، الفتاة الجميلة التي لم تفشل في إثارة إعجابِي بها كل مرة، أحب شجاعتهَا، جُراءتهَا، القوة الخارقَة في نظري التي تتمتع بهَا وأفتقر إليها أنا.
ثم عُدت إلى فرنسَا لأقفَ مجددًا على سير الأحداث المتتابعَة التِي إنقلبتَ فجأة بعدَ الحادثَة المروعَة التي تعرض لها هيثمَ وعمُر!
تسّارعت الأحداث جدًا منذ وقع تلكَ الحادَثة، تغيّرت مجريات الأمور كثيرًا، سارتَ أحوال القصَة بما يناسبَ ما حدث بها سابقًا..
بالنسبَة إليّ لقد حظيت بالنهاية المثاليَة، عدتَ إلى المنزل وأنا راضيَة بعد أن قطعت تذكرة عودتِي إلى الواقعَ، عدت وأنا متخمَة بالكثير من الذكريات والأشخاص.."
#مراجعات
#زَكية_عاطِف
1.5K viewsزَكِية عَاطِف , edited 13:44