2018-10-04 10:27:40
القــوة والأمـــــل
احـمـد البـلـوشـي…
أحيانا لابد ان تغترب ببعض الحزن، ان تستلبك بعض الاوجاع وتخضع لتأثير بعض الألام، فتعجز عن السيطرة على نفسك، فتكون كالطفل الحزين ،يذوّبك الشوق ويقتلعك الحنين فترغب بالبكاء لكن لا جدوى من الأنين في زحام الاحرف والكلمات التي تجعلك تختنق، والغوصُ في أعماق نفسك يحبس أنفاسك ، فتصمت في لحظات الألم المكين،
فهل عجزاً تصمت أم استخفافا بصفعات الألم وتصاريف الحزن ، لتُبدي قوتك و تقهر ضعفك وعجزك.
لا يمكن تجاهل الألم ، لنعترف بالضعف واللحظات التي تعترينا الحزن فيها وتكبدنا الهزائم في أرواحنا وتترك أثارها على ملامحنا ونبرةِ أحاديثنا،
إننا حين نحزن نظل كالأطفال ، لحظات الألم تنسينا الأمل ونستسلم لعواطفنا ، أشياء بسيطة تضاعف حزننا ، جرح طفيف يبكينا، وخزة عابرة تخدش قلوبنا لننسى قوتنا للحظة غير محدودة، فننام او نرحل او يغادرنا الألم، وحين نفيق نضحك من عجزنا ونسخر من حزننا وتفاهة اهتماما، ولا نزال هكذا حتى نكبر، ليس معنى ذلك ان يزداد أعمارنا فنكبر مع السنين، ولكن ليكبر الطفل الصغير بداخلنا، لتنضج افكارنا وتتصلب قلوبنا ونغلب على ضعفنا.
تسائلت يوما متى نكون أقوياء ، ثم راودني التفكير هل معنى القوة ألا نبكى ولا نحزن، ولا نضعف، لماذا خلق القلب اذاً ولماذا خلقتْ الأحاسيس والشعور والجوارح، حينها أدركت أن معنى القوة ليست ألا تحزنَ ولا تبكي، فالبكاء حيلة الأقوياء حين لا يُجيدون الانتقام ولا يعرفون البوح بألامهم وضعفهم الى أحد ولا يركنون إلى بشر لكنهم يقتلون الحزن في داخلهم ، ودموعهم هي دماء أرواحهم وصمتهم هو صراخهم الصامت .
فالقوة ان تعبر لحظات الألم ولا تبالى، ألا تهزمك الحياة، ألا تيأس ولا تمل من المضي والإصرار وإعادة المحاولة، أن يكون فيك الشغف والدهشة والأمل ، أن ترغب بالحياة وتؤمن بالفرج واليسر، أن تكون محاطا بالأمل ، لتحب الحياة، لتعيش بشغفك، فهذه حقيقة القوة، فالموت الذي تتمناه نتيجة ظروفك المحرجة وأيامك القاسية العصيبة لا يُرتجى منه خير ويعرض حياتك للضنك ويرضيك بالدون ويحبّب إليك الشقاء .
والبطل من لا يهاب الموت( وليس يتمناه) حين يترع في النعيم ويعيش برغد وهناء، يحب الحياة ونعيمها وتحلو له الدنيا ، لكنه بالرغم من زينة الحياة الدنيا مستعد لحياة أبدية ومُرحِّبٌ به حين تكون العزة والكرامة مسألة موت وحيات.
احـمـد جمال البـلـوشـي…
@ahmadAlBalushi
123 viewsahmad AlBalushi, 07:27