2022-02-28 16:32:28
فوائد من الباب الأول
للشيخ صالح الفوزان
على كتاب إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد
..
النوع الثالث: توحيد الأسماء والصفات،
لمعنى: أننا نثبت لله سبحانه وتعالى ما أثبته لنفسه، أو أثبته له رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من الأسماء والصفات، من غير تحريف ولا تعطيل، ومن غير تكييف ولا تمثيل، على حد قوله تعالى : {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} .
…
فنثبت لله الأسماء كما قال تعالى : {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} .
…
وكذلك الصفات، نصِف الله عز وجل بما وصف به نفسه؛ أنه عليم، وأنه رحيم، وأنه سميع بصير، يسمع ويُبصر سبحانه وتعالى، ويعلم، ويرحم، ويغضب، ويُعطي ويمنع، ويخفض ويرفع. وهذه صفات الأفعال.
...
وصفات الذات كذلك؛ أن له وجهاً- سبحانه، وأن له يدين، وأن له سبحانه وتعالى الصفات الكاملة، نثبت لله ما أثبته لنفسه، أو أثبته له رسوله من صفات الذات ومن صفات الأفعال، ولا نتدخل بعقولنا وآرائنا وأفكارنا،
ونقول: هذه الصفات أو هذه الأسماء موجودة في البشر، فإذا أثبتناها شبهنا كما يقوله المعطِّلة،
بل نقول: إن لله سبحانه وتعالى أسماءً وصفات تليق بجلاله سبحانه وتعالى، وللمخلوقين أسماء وصفات تليق بهم، والاشتراك في الاسم، أو الاشتراك في المعنى؛ لا يقتضي الاشتراك في الحقيقة. خذ مثلاً : الجنة، فيها أعناب وفيها نخيل كما ذكر الله، وفيها رمان، وفيها أسماء موجودة عندنا في الدنيا، لكن ليس ما في الجنة مثل ما في الدنيا، أبداً، ليس النخيل التي في الجنة مثل النخيل التي في الدنيا، الرمان ليس مثل الرمان الذي في الدنيا، وإن اشترك في الاسم والمعنى، كذلك أسماء الله وصفاته وإن اشتركت مع أسماء المخلوقين وصفاتهم باللفظ والمعنى، فالحقيقة والكيفية مختلفة، لا يعلمها
إلا الله سبحانه وتعالى، فلا تشابه إذاً في الخارج والواقع أبداً،
لأن الخالق سبحانه لا يشبهه شيء
{لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}
ولا يلزم من إثبات الأسماء والصفات التشبيه كما يقول المعطِّلة والمؤوِّلة،
وإنما هذا من قصور أفهامهم، أو ضلالهم، ورغبتهم عن الحق، وإلاَّ كلٍّ يعلم الفرق بين المخلوق والخالق سبحانه وتعالى، كما أن المخلوقات نفسها فيها فوارق، فليس مثلاً الفيل مثل الهرة والبعوضة أبداً،
وان اشتركت في بعض الصفات، البعوضة لها سمع مثلاً، والفرس له سمع، البعوضة لها بصر، والفيل والفرس لهما بصر،
هل يقتضي هذا أن تكون البعوضة مثل الفيل أو مثل الفرس؟ !!
لا، وإن اشتركت في الأسماء فلا تشترك في الحقائق والمعاني.
...
إذا كان هذا الفارق بين المخلوقات، فكيف بين الخالق سبحانه وتعالى والمخلوقين؟ .....
.
الله تعالى قال: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}
نفى المثلية وأثبت السمع والبصر؛
فدل على أن إثبات السمع والبصر وغيرهما من الصفات لا يقتضي المثلية {فَلا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الأَمْثَالَ إِنَّ اللهَ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ (74) } .
الله سبحانه وتعالى لا يشبهه أحد من خلقه
يتبع إن شاء الله
...
التوحيد دعوة الرسل
https://t.me/haqallahalaalabeed
...
*15*
8 viewsedited 13:32