2021-09-30 18:05:25
كتب ابْن مُنِير بقصيدة يحرض فيها نور الدين زنكي في فتح دمشق ودحر الصليبيين وكتبها إِلَيْهِ من حماة وَهُوَ محاصر دمشق وَقد تخلف عَن الْخدمَة لمَرض عرض لَهُ مِنْهَا .
قال :
(وفروا إِلَى مولاكم وَالَّذِي لَهُ ... عَلَيْكُم أياد وَسْمُها لَيْسَ يجْحَد)
(وَلَا تكفروه إِنَّمَا أَنْتُم لَهُ ... وَمِنْه وَيَوْم عِنْد حوران يشْهد)
(غَدَاة على الجولان جول وللظبى ... رعود فريص الْمَوْت مِنْهُنَّ ترْعد)
(وَلما اكفهر الْيَوْم واربد وَجهه ... وعوذ مَرْهُون وفر مُزْبِد)
(وأيقن من بَين السدير وجاسم ... بِأَن الْحرار السود بالجرد تجرد)
(ردتهم على بصرى وصرخد خيله ... وَقد أَبْصرت بصرى رداها وصرخد)
(وطاروا تهز المرهفات طلاهم ... كَمَا انصاع من أَسد نعام مشرد)
(وَلَيْلَة ألْقى الشّرك بالمرج بركه ... ومارج نيران الوغى يتوقد)
(رمى وَأَخُوهُ مغرب الشَّمْس دونكم ... بمشرقها غَضْبَان يعدو ويسئد)
(فمذ وَردت مَاء الأرنط مُغِذَّةً ... أثارت بثَوْرَا غلَّة لَيْسَ تبرد)
(أيا سيف شامته يَد الْملك صَارِمًا ... فيمهد إِذْ يسري ويسري فيمهد)
(دمشق دمشق إِنَّمَا الْقُدس سرحة ... ومركزها صرح عَلَيْهَا ممرد)
(حموها لكَي يحموا وَقد بلغ المدى ... بهم أجل حتم وَعمر محدد)
(مَتى أَنا رَاء طَائِر الْفَتْح صادحا ... يرفرف فِي أرجائها ويغرد)
ابو شامة : الروضتين ، ج١ ص ٢٦٢_٢٦٣ .
80 views15:05