2022-06-24 17:44:53
لما عرضت للمسلمين اثناء حفرهم للخندق صخرة كبيرة تتكسر عليها معاولهم ، استعانوا برسول الله ﷺ الذي امسك بالمعول وسمى الله تعالى وضرب الصخرة ثلاث ضربات حتى جعلها اجزاء .
عندها ومع كل ضربة بشر الرسول ﷺ القائد أصحابه بفتح من الفتوح hفكانت البشرى الأولى بفتح فارس ودخول القصر الأبيض قصر كسرى ، وكانت البشرى الثانية بفتح بصرى والشام وملك الروم من وراءها ودخول القصر الأحمر قصر قيصر ، وكانت البشرى الثالثة بفتوح اليمن ودخول قصور صنعاء فاتحين .
فكانت الصخرة دلالة على الصعاب التي سيواجهها المسلمون في حربهم ضد أباطرة واكاسرة وملوك الأرض في سبيل رفعة وإعلاء كلمة هذا الدين ، وأن النصر عليهم ودخول بلادهم وأرضهم فاتحين موعود الله لعباده المتقين .
وكانت غزوة الأحزاب ومجرياتها دلالة على أن من رحم المحنة تولد المنحة ، وأن أهل الشرك والظلم والطيغان مهما استطالوا واستعلوا وتجبروا
وطغوا على أهل الحق فمصيرهم كمصير الأحزاب ، سيهزمون ويلون الأدبار ثم لا ينصرون مرة أخرى ، والعاقبة ستكون لعباد الله المتقين المستحقون لنصره وتمكينه .
وكانت الأحزاب تطبيقا عمليا لنهاية مرحلة وبداية مرحلة جديدة
نهاية مرحلة المبادأة وامتلاك زمام الهجوم لدى المشركين
وبداية مرحلة امتلاك المبادأة وامتلاك زمام الهجوم لدى المسلمين
فمن وقت ما قال رسول الله ﷺ :
" اليوم نغزوهم ولا يغزونا "
كان المسلمون هم الذين يحددون متى وأين تكون المعركة ؟
وعد الله لايخلف الله الميعاد
كتاب / البداية والنهاية - ابن كثير
644 views14:44