2022-06-21 19:49:35
مقتل فتاة المنصورة، وانتحار شاب في نفس المدينة، وابنة أحد اللاعبين تشتم أباها
من أخطر ما رأيت في كثير من التعليقات على الأحداث الأخيرة أن المعلقين غالبا ما ينظرون إلى الحوادث من برج عال. أغلبنا يحلل أسباب انهيار المجتمع ويلقي باللوم على الدراما المصرية وعلى التربية السيئة وكأننا بعيدون وغير مسؤولين عن هذا التردي.
الجريمة ليست أن شابا قتل فتاة فحسب.
- الجريمة أن هناك من لديه الجرأة على الدفاع عن هذا الشاب
- الجريمة أن هناك من انشغل بإنكار تبرج المقتولة عن إنكار جريمة وصفها الشرع بأنها كقتل الناس جميعا وبأنها أعظم عند الله من هدم الكعبة ومن زوال الدنيا.
- الجريمة أن كثيرين من المعلقين إذا رأوا إنسانا يُذبح في الشارع سيركضون بعيدا عن المكان.
- الجريمة أن كثيرا من آبائنا وأمهاتنا ينصحوننا بأن "نمشي جنب الحيط" و"مالناش دعوة".
- الجريمة إن عندنا ثلة من أعداء الدين كخالد منهزم يستغلون هذه الحوادث إما لدعم حركة نس**ة مجرمة أو لإلصاق أي تهمة بنصوص الوحي.
- الجريمة أن الدراما صورت للناس أن البلطجة والقتل بطولة، وأن كثيرين من هؤلاء المعلقين الغاضبين يشاهدون هذه الدراما ويستعيرون منها الكوميكس والميمز للضحك (ومنهم بعض الملتحين والمنتقبات) فيسهمون بهذه المشاهدات في إنتاج المزيد من دراما القتل.
- الجريمة أن نظاما قتل الأمل في نفوس الشباب فلم يعد لديه ما يخسره.
- الجريمة أن إنكار المنكر صار بحسب جنس المجرم. فلو كانت المقتولة رجلا والقاتل امرأة لقيل للمقتول: منك لله ضيعت مستقبلها. واليوم يقال من بعض الذكور: لماذا لم تعطيه فرصة فقد كان يحبك!
الجريمة ليست أن شابا انتحر فحسب ولا أن طفلة تعلمت سب أبيها ووصف زوجة أبيها بأنها "لفت على جميع اللعبية".
- الجريمة أن شيوخا لم يشرحوا للناس الفرق بين حق الوالدين وبين تعامل الوالدين مع ابنهم وكأنه ملكية خاصة فلا فرق بينه وبين الكراسي الموجودة بالشقة.
- الجريمة أن سفلة لم يشرحوا للأبناء الفرق بين أن تتمتع بحقك دون أن تتطاول على أبيك وأن تشهر به على مواقع التواصل.
- الجريمة أن بيننا كثيرين يسخرون في التعليقات من هذه الأحداث بسماجة منقطعة النظير.
- الجريمة أن حركات نس**ية (وفيها منتقبات وذكور متسمبنين) شجعت النساء على حرمان الرجال من أولادهم لأدنى خلاف.
- الجريمة أننا أسهمنا في هذه الهشاشة النفسية والميوعة فلم تعد ثمة قيمة للصبر ولا طمع في نيل ثواب الآخرة. ساهمنا بذلك بالطبطبة على كل لزج يصرخ على مواقع التواصل لأن أباه حرمه من المصروف أو لأن أمه تصرخ في وجهه. عبارات السند والضهر ولطميات مواقع التواصل كلما تركت رجلا امرأة أو انفسخت خطبة فتاة. نحن نصنع مجتمعا "مسهوكا" بدعم بعض شيوخ برامج دعاء ولمياء، وبرامج إسلام السوق التي تركز خطابها على ربنا بيطبطب عليك وهايرزقك فرحة يتعجب منها أهل الأرض والسماء.
والجريمة الكبرى أن لدينا حكاما مجرمين لا يحكمون بشرع الله. ولو أقاموا شرع الله في الأرض لما سفكت هذه الدماء ولا تطاول ابن عاق على أبيه ولا ظلم والد ابنه ولا عاثت مطلقة في الأرض فسادا وقطعت الأرحام.
استنكروا الأفلام والمسلسلات التي شجعت على هذا لكن لا تنسوا أن تصبوا غضبكم على نظام جعل الناس يأكل بعضهم بعضا ولا تنسوا أن تستغفروا إلى الله وأن تتوبوا إليه من ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. وإني لأول المستغفرين.
368 views16:49