Get Mystery Box with random crypto!

'قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا' هي دي الآية اللي قلتها لنف | ـ عاطف عماد

"قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا"

هي دي الآية اللي قلتها لنفسي يوم نتيجة الثانوية بتاعتي من سنين، آية قلتها بوجع وحسرة وألم لكن كنت باخفف عن نفسي بيها، أنا حقيقي وقتها كنت داخله الامتحانات بالعافية، إحساس الحزن اللي كنت فيه ساعتها بسبب وفاة أختي كان أكبر بكتير من إني أفكر أعمل إي حاجة في حياتي مش إني حتى أفكر أكملها..

وقتها كنت داخله امتحن حرفيًا وأنا بأموت، يوميًا كان أهلي بيحاولوا يهونوا عليّ ثقل الأيام ومرارتها لمجرد إني بس أقدر أكمل وأوصل لحلمي، رغم كل اللي فيهم من حزن وأسى على وفاة أختي إلا إنهم كانوا بيحاولوا وأنا كمان والله كنت باحاول لكن كان صعب، صعب إن الشخص اللي كنت بتشاركه ضحكك وهزارك وحتى أوضتك ومذاكرتك ورخامتك ولبسك كل حاجة بمعنى كل حاجة حتى الخناق فجأة تصحى من النوم ما تلاقيهوش قدامك كده؛ ويقولولك (مات)

أقسم بالله كلمة بتعدي على روحك قبل ما تعدي على ودنك، كلمة بتهلكك كلك حتى لو ما قضيتش عليك حرفيًا بتموتك وإنت نبض قلبك لسه موجود جواك، كلمة خلتني أعاني معاها سنين، رغم إن كان فاضل على امتحاناتي شهور، والمفروض أذاكر واتعب لكن ما بقيتش قادرة، كنت بافتح الكتب افتكر اللي حصل لي وأبكي، طول عمري كنت طالبة مجتهدة جدًا وحلم حياتي كان طب، كنت باعمل أي حاجة لمجرد إن نفسي أكون دكتورة لكن جه وقت وكل الظروف كانت ضدي، إنك تبقى بتصارع نفسك والحاجات اللي المفروض تعملها وإنك مش قادر تعملها ده شيء صعب وأنا كنت باصارع نفسي، بصارعها لدرجة إني كنت بانزل الامتحانات كل يوم بماما ويا رجعت معاها يا رجعت على المستشفى، ما كنتش مريضة ولا عندي أي مرض ظاهر بس التعب النفسي أقسى بكتير من أي مرض وأنا كان حيلي مهدود ما كنتش تعبانة بس..

وبالرغم من كل التعب والحزن والإرهاق، فضلت أجاهد وأحاول أذاكر على قد ما أقدر، يوم أذاكر لوحدي ويوم أهلي يقعدوا جنبي ويفضلوا يحايلوا فيّ عشان أقدر أفتح كتاب، و الحمدلله كانت بتعدي وكنت بانزل امتحن؛ عرفت أجاوب عرفت ما عرفتش أديني عملت اللي عليّ ومع ذلك مش فاكره إمتى عرفت وإمتى ما عرفتش لكن اللي واثقة منه إن أكيد جه عليّ وقت ما عرفتش أنا أصلًا ما كنتش حاسة بحاجة، الصدمه كانت كفيلة أوي إنها تخليني ما أحسش بنفسي مش بمذاكرتي وامتحاناتي، حياتي كلها أصلًا كانت شبه بعضها لكن مع ذلك خلصت امتحانات وجه يوم النتجية؛ ونجحت، نجحت بس مش هبقى دكتوره، مش هاوصل للحلم اللي من يوم ما اخترت إني أدخل علمي وأنا باسعى له، مجموع حرفيًا صادم، صادم للدرجة اللي خلتني ساكتة لا بأبكي ولا باعيط ولا حتى باتكلم ولا بادي أي تعبير، كأن كل الشعور جه لحد عندي ووقف، حرفيًا كنت حاسة إني مش موجوده، تايهه بمعنى الكلمة، تايهة جوايا مش مع حد، أهلي بيحاولوا يجبروا بخاطري ويواسوني لكني مش عارفه أواسي نفسي؛ ساكتة وبس..

لسة فاكرة اللحظة اللي أمي قعدت جنبي فيها وهي بتقول لي:

_إنتِ عملتِ كل اللي عليكِ، والظروف مش بإدينا يا بنتي وكل عسرة وفيها يسر .

حتى بابا ما قصرش والله جه جنبي وقالي:

_ارضي يا بنتي، كل مصايبنا خير.

أنا أهلي ما كانوش سيئين ولا متشددين في موضوع النتيجة ده معايا أو يمكن لأنهم كانوا مقدرين ظروفي واللي بامر بيه فده ما حصلش لكن اللي عرفاه إني في اللحظة دي بعد 3 أسابيع سكوت صرخت بعلو صوتي وقلت لبابا وماما:

_ ليه كل حاجة كده في لحظة تروح، ليه أختي تموت وكل أحلامي تتهد، ليه أتعب وما لاقيش ليه وليه، فضلت أسأل من غير وعي أو شعور ما كنتش سامعة بس غير صوت ماما وهي بتقول لي:

_يا بنتي استغفري، إنتِ أحسن من غيرك كتير.

بابا وقتها ما اتكلمش كل اللي قاله:

_إنما الصبر عند الصدمة الأولى يا بنتي.

وقتها عينة رغرغت وصوته اتكتم وسابنا وخرج، أنا ساعتها لقيت نفسي باستغفر وبأقول:

_يا رب أنا راضية ومش معترضه والله بس موجوعه، فراق أختي حطمني وصحتي ضاعت، وحتى النتيجة اللي كنت مستنية إنها تهون عليّ واخد على قد تعبي وجهدي طول السنين اللي فاتت مش السنة دي وعلى قد صبري على وفاة أختي، حاجة واحدة تفرحني بس يا رب، ليه كده يا رب، أنا مش وحشة والله أنا بحبك وراضية بس عايزه افرح نفسي أخرج من اللي أنا فيه.

_قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا يا بنتي هاتعترضي على أقدار ربنا؛ أقدار ربنا كلها خير يا حبيبتي إنتِ بس اصبري وإنتِ هتعرفي الحكمة منها.

كانت أخر جملة سمعتها من ماما قبل ما أنام وفعلًا فضلت تتردد جوايا مده لحد ما قررت إني مش هأقدم على الجامعة وإني هاعيد السنة من جديد وإن مفيش حاجة هتقف قصادي وحلمي هيتحقق يعني هيتحقق، وفعلًا قدمت ورجعت ادرس من أول وجديد، كل مجهود ومذاكرة السنة بدأته من جديد لكن مع ذلك جات لحظة النتيجة وما جبتش مجموع طب، للمرة التانية رغم إني كنت واثقة من تفوقي السنة دي وإني عملت كل اللي عليّ لكن مع ذلك حصل العكس يا دوب مجموعي اتحسن عن السنة اللي قبلها حاجات بسيطة ولكن في المرة التانية ما خدتش نفس الصدمة ولا حتى نفس التعبير شفت بس شكل ماما وهي قاعدة