2021-12-05 23:34:26
أيُّها الإنسان, فلتنتصب, نازعًا عن ظهرك كُل تلك التي تُثقِله, و مُزيحًا عنك كُل ما يَحنيك الى الأرض من مخاوف و أحلام, تخلق لك أوهامًا تحجب العالم عنك, و تحجب نفسك عنك .. حدِّق في قلب ذاتك, و لن ترى شيئًا, سوى حِجابات الوهم و الإسقاطات, و شيئًا فشيئًا, فلتحفر بيديك عابرًا في الشوك, مُزيحًا كُل البطانات الناعمة التي غلَّفتهُ بها, و سائرًا باتجاه الحقيقة.
فلتنتصب أيها الإنسان, مُزيلًا عنك أحمال تاريخٍ طويل من الغُبار, أُخطو الى الأمام دون التفاتة الى الوراء, لا يسحبك تاريخ الإنسان الى الخلف, و لكنك تجر تاريخ الإنسان كُلُّه معك الى المستقبل, تجر كومَة الحجارة, البرونز, الخيالات, الرعب, و الأوهام, لينبت فيها العُشب, و تغدو الفراشات فوقه, متحولًا مع مسيرك الى الإرتقاء, و هُناك حيث تتحول قدماك, الى أجنحة .. و أوهامك الى حقائق.
حاملًا مسؤوليتك بالكامل, مدركًا لا كالطفل, أنَّ إغماض عينيك لن يحميك صفعة الحياة .. و مُدركًا كالطفل بكل طاقته هذه المرَّة, العالم ببراءة مستكشف, يستقبله و يستوعبه, و يتحسسه كما هو .. دون إملائات, دون خوف, و دون تزييف.
_____________________#بهاء_البطاينة كتب في ٢٣/٤/٢٠٢٠
442 views20:34
ت
