Get Mystery Box with random crypto!

قال صالح آل الشيخ : فإن من أهم المسائل الشرعية، التي ينبغي فق | شرائد الفوائد من أقوال علمائنا الأماجد

قال صالح آل الشيخ :
فإن من أهم المسائل الشرعية، التي ينبغي فقهها وتعلمها، مسائل التكفير التي ضل بسببها طائفتان:

طائفة غلت - وهم الخوارج - ، فرأوا:
أن الإيمان يزول بزوال العمل أو جزء منه؛ لذا حكموا على كل من ارتكب كبيرة من الكبائر - من غير استحلال لها - كالزنا، وشرب الخمر، وأكل الربا، أنه كافر مرتد، وأنه في الآخرة خالد في النار.

وطائفة أخرى تساهلت - وهم المرجئة - فرأوا :
أن العمل لا يدخل في مسمى الإيمان، فالإيمان عندهم هو التصديق فقط، إذ لو أدخلوا العمل في مسمى الإيمان، للزم - على قولهم - إنتفاء الإيمان بانتفاء جزء منه، لذا حكموا بإيمان كل من كان مصدقا بقلبه، حتى ولو أشرك باللّه، ولذا قالوا:
لو دعا غير اللّه فيما لا يقدر عليه إلاَّ اللّه، واستغاث به، أو توكل عليه، أو نذر له، أو جعله واسطة بين اللّه وبين خلقه، لا يكفر إلاَّ إذا اعتقد الداعي في هذا المدعو استقلاله بالقدرة والخلق؛ لأن الشرك في الإرادة - عندهم - إذا لم يتضمن الشرك في الاعتقاد فليس شركاً.
وهذا قول فاسد، ورأي كاسد، وإلاَّ فالمشركون الضالون عندما اتخذوا الأصنام اندادًا لله تعالى، قالوا: "مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَىٰ " الزمر 3، فهم يحتجون بأنهم لم يعبدوهم؛ بل جعلوهم واسطة وقربى إلى اللّه.

واعلم - وفقك الله - أن منشأ ضلال الفرقتين جاء من عدم فهمهم لمسمى الإيمان وما يقتضيه، ولقد وفق الله أهل السنَّة والجماعة، فجمعوا بين الأدلة، ووفقوا بين النصوص الواردة في هذا الباب، وقالو لا يلزم من زوال جزء الإيمان زواله بالكلية، فقد يزول، ولهذا قعدوا في هذا الباب قاعدة عظيمة، نفيسة، فقالوا:
إن الإيمان قول باللسان، وإعتقاد بالجنان، وعمل بالأركان، يزيد بطاعة الرحمن وينقص باتباع خطوات الشيطان.
اهـ.
مصباح الضلام في الرد على من كذب على الشيخ الإمام ونسبه إلى تكفير أهل الإيمان والإسلام.