2022-03-02 14:06:50
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته . حياكم الله أما بعد فعندي شهادة أذب بها عن شيخنا الهمام الأزهر حفظه الله تعالى و كفاه شر الشانئين و فيها :
أنه منذ أكثر من سنتين قبل أن يبتلينا الله عز وجل بهذا الوباء و كانت فتنة الصعافقة الأولى حامية الوطيس ، و كان الشيخ الأزهر حفظه الله معتمرا ، و كنت أرسل إليه عبر تطبيق الفايبر استفسارا حول بعض المسائل المتعلقة بالعمل ، رغم أني لم أكن أراسله من قبل باستثناء مرة واحدة ، و كنت أنتظر جوابه بشغف.
و كان مما قلت له في آخر السؤال ( أُِمرنا أن نرجع إلى أهل العلم. لقوله تعالى "فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون" ).
وبعد بضعة أيام فتحت هاتفي صباحا فوجدت رسالة من الشيخ حفظه الله فاستبشرت خيرا بها و كان مما قاله حفظه الله لفظا :
(و عليكم السلام ورحمة الله و بركاته يا أخي هذه المسألة أكبر مني، إذهب إلى شيخنا فركوس حفظه الله تعالى و اطرح عليه سؤالك فإن لم تستطع فكلف أحد الإخوة الموجودين بقربه في مجلسه بطرحه عليه ، و جزاك الله خيرا على تحرِّيكَ عن الرزق الطيب......) ، و دعا لي بخير .
السؤال الذي أطرحه إذا كان الشيخ مقلدا لعلماء الحجاز حفظهم الله كما يُرمى به الآن فلماذا لم يوجهني إليهم أو يستفتيهم و كان بقربهم معتمرا وكان أسهل عليه فهل خفي عليه ذلك أو ثقل عليه ؟ و لكنه وجهني حفظه الله إلى عالم بلدنا و والدنا الشيخ فركوس حفظه الله.
و الله الذي لا إله غيره ما أردت بما سبق إلا الشهادة بالحق و الله على ما أقول شهيد، و إن كنت كاذبا كما يفعل بعض المرجفين المتربّصين فعليّ لعنة الله و الملائكة و الناس أجمعين.
و نحن و بحمد الله عز وجل ثابتون على الأصل و حفظ الله مشايخنا و على رأسهم علامة بلدنا و والدنا الشيخ فركوس حفظه الله و أخويه شيخنا الفاضل عبد المجيد جمعه و الشيخ الأزهر حفظهما الله شاء من شاء و كره من كره .
و لسنا في حيرة ما دامت لدينا أصول السنة و والله ما زادتنا هذه الفتن التي يسعى لتأجيج نارها هؤلاء الصغار و النكرات بتوفيق من الله إلا ثباتا و الله المستعان .
أخيرا أوصي إخواني وصية مشفق بتقوى الله في السّر و العلن فإنه يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور ، و أن يخشوا يوما يرجعون فيه إلى الله يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم و أن يكون خصماؤكم في ذلك اليوم من المشايخ ممن يأخذون من حسناتكم أو تطرح سيئاتهم عليكم فتكونوا من المفلسين عافانا الله و إياكم . و الأصل في الفتن أنها تُجتنب و لا تُجتلب. و كما قيل ( من اقترب من الفتنة أحرقته ) ، و ( الفتنة إذا أقبلت أقبلت كالمرأة الحسناء و إذا أدبرت أدبرت كالعجوز الشمطاء)
و كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه (الفتنة إذا وقعت عجز العقلاء فيها عن دفع السفهاء ،فصار الأكابر رضي الله عنهم عاجزين عن إطفاء الفتنة و كف أهلها، و هذا شأن الفتن كما قال تعالى 《 و اتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة》 . و إذا وقعت الفتنة لم يسلم من التلوث بها إلا من عصمه الله. اه) منهاج السنة ٤/٣٤٣
و قال الإمام أحمد رحمه الله:( و الإمساك في الفتنة سنة ماضية، واجب لزومها، فإن ابتُليتَ فقدِّم نفسك دون دينك ، و لا تُعِن على فتنة بيدٍ و لا لسان ، و لكن اكفف يدك و لسانك و هواك ، و الله المعين. اه) طبقات الحنابلة ١/١٠
و أوصيكم بطلب العلم النافع والعمل به.
قال تعالى: (وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ)
كتبه : هِشَامْ أبُو عَبْدِ الرَّحْمَن
٢٦ رجب ١٤٤٣ الموافق ل ٢٧ فبراير ٢٠٢٢
150 views11:06