2022-04-30 22:40:23
كنا صغاراً،
نظن أن جدار البيت لا يمكن اختراقه؛
فكيف يرانا الله ويسمعنا والجدار
لا يمكن أن يمر منه شعرة واحدة؟
لذلك..
كنا نخرج إلى الساحة العليا
من المنزل وندعو،
كانت الطريقة الوحيدة لله التي يمكن
أن يسمعنا من خلالها.. هكذا تخيلنا.
وكنت –عن نفسي–
لا أعرف هل أكذَّب والدي؛
أم أصدق معلم الحساب!
فكيف يقول أبي أن المرء
لا يُحاسب على شيء لم يفعله؛
وأذهب إلى المدرسة صباح الغد
وآخذ جزاء أنني لم أقم بكتابة
الواجب المنزلي ضرباً!!
كنا صغاراً؛
حين نتخرج من الابتدائية؛ نعود
إليها مرةً أخرى بعد عام –على الأقل–،
ولكن من الباب الكبير..
باب الزوار،
حيث نُعامل على أننا ضيوف.
هذا الشعور الأعظم بالحرية أيامها!
حيث لا يربطنا حضور الثامنة صباحاً،
ولا ميعاد فسحة،
ولا ميعاد انصراف.
نعود فقط لنطل على الناظر والمعلمين،
مع أنهم من نفس القرية والشارع؛
ولكن شعور عظيم أننا نقف أمام المعلم
ولا نخاف،
إذ لا يمكن أن نخاف!
وكبرنا.. كبرنا؛
لنرسل تحياتنا في شفاه العابرين،
ونوصي ونأكد:
"سلم لي على كل الأحباب"،
كبرنا للدرجة التي نخرج فيها
للعالم بلا أحذية،
ونعود بلا أقدام،
وللدرجة التي أصبح كل منا في
حياة تخصه
–إذ لا يفضل أحدٌ أن تخصه–،
ندون مآثر أبنائنا حتى تذوب أصابعنا
مثلما يذوب الملح في المياه،
ونسميهم على أسماء أجدادهم،
وليعرفوا مثلما عرفنا قبلهم؛
أن الدماء واحدة،
وأن الأقصى كان، ولا زال، ولن يزول
هو أولى القبلتين وثالث الحرمين،
وأن فلسطين قضية لن تموت
مهما خانها حكام العرب!
وأن لا بد من يوم معلوم تُرد فيه المظالم!
أبيض على كل مظلوم،
أسود على كل ظالم..
-محمود الكيلاني
50 viewsمحمود., edited 19:40