Get Mystery Box with random crypto!

#أتانا_اليقين_٢٣ (( فيلم / مصلح اجتماعي ) | قصص الصحابة

#أتانا_اليقين_٢٣

(( فيلم / مصلح اجتماعي ))
..... الجزء الثالث ....

(( سيغلبون في بضع سنين ))

لم تمنعهم امتحانات نهاية العام من أن يجتمعوا ..

فقد كان جسار شغوفا إلى المزيد من الأدلة العقلية على صدق نبوة محمد صلى الله عليه وسلم .. خاصة بعد أن تأثر و اقتنع ببراهين مؤمن في اللقاءات السابقة

.. ، و لقاء اليوم كان في بيت ثائر

فبدأ مؤمن الحديث قائلا :

(( و القرآن يا جسار لا يمكن أن يكون إيحاءً ذاتيا من نفس محمد صلى الله عليه وسلم ...
.. ، و سل نفسك هذا السؤال :

هل كان هذا الرجل ( الأمي ) أهلا .. بمقتضى وسائله العلمية .. لِأن تجيش نفسه بتلك المعاني و التشريعات القرآنية العظيمة ... ؟!!!! ))

جسار :
(( سيجيب المنكرون فيقولون : نعم .. فقد كان له من ذكائه الفطري ، و بصيرته النافذة ، و عقله الكامل ما يؤهله لإدراك الحق من الباطل ، و الحسن من القبيح ، و الخير من الشر ... ))

مؤمن :
(( رائع .. ، و نحن نؤمن بأكثر من ذلك عن شمائله العظيمة
.. ، و لكن العاقل المنصف سيرد عليهم قائلا :
إن التشريع القرآني المتكامل ، و البلاغة القرآنية التي لا مثيل لها فوق مستوى البشر ..

.. ، و مع ذلك ..
سنسَلم جدلا لذلك الرأي الساذج عند المنكرين ، و نرد عليهم بسؤال هام :

و هل ( كل ) ما في القرآن مما يستنبطه العقل و التفكير ، و مما يدركه الوجدان ، و الشعور ... ؟!!!

و الإجابة المنطقية :

اللهم كلا .. ففي القرآن ( نبوءات ) عن أحداث تقع في المستقبل ، لا يمكن أن يجزم بها إنسان مهما كان كمال عقله ، و نفاذ بصيرته .. ، و لا يمكن أن يعرفها أحد من البشر إلا عن طريق الوحي من الله تعالى الذي لا يعلم الغيب إلا هو ..

فالذي يتنبأ بالمستقبل ، و يجزم بأحداثه أحد رجلين ؛

إما رجل مجازف .. لا يعبأ بمدى تحقق نبوءاته في الواقع .. ، و لا يبالى بأن يصفه الناس بالصادق أو الكذاب ..
.. ، و هذا هو دأب العرافين و المنجمين الجهلاء ..

و إما رجل يأتيه الوحي من رب العزة عالم الغيب سبحانه .. ، و هذا هو حال الأنبياء و المرسلين ..

و لا ثالث لهما ...

فلماذا يجازف ذلك ( المصلح الاجتماعي ) فيتنبأ بالمستقبل من وحي خياله ، و يؤكد علي نبوءاته تلك ، و يجزم بها .. فيقول مثلا :

( غلبت الروم في أدنى الأرض
، و هم من بعد غلبهم سيغلبون )

ثم يضيق الخناق على نفسه و على دعوته ... فيقول :

( في بضع سنين )

.. ، و هذا معناه أنه إذا لم تنتصر الروم على الفرس في أقل من تسع سنوات ، فسيفتضح كذب هذا
( المصلح الاجتماعي ) ، و ستنهار دعوته الإصلاحية نهائيا ... !!!!

.. ، فهل يعقل أن ( يجازف ) محمد ذلك ( الحكيم .. كامل العقل ) تلك المجازفة ، و بلا داع و بلا أية منفعة تعود على دعوته من تلك التنبوءات المختلقة .. ؟!!!

و أنت تعلم جيدا يا جسار أن ( الروم ) في ذلك الوقت كانت قد بلغت من الضعف حدا جعلها تهاجم من الفرس في عقر دارها .. ، فهزمت على أرضها .. ، و استولى الفرس على الشام و مصر و بيت المقدس .. ، و لم يكن أحد يظن أن تقوم للروم بعد ذلك قائمة .. ، فضلا عن أن يحدد الوقت الذي سيكون لها فيه النصر .. ، ولذلك كذب به المشركون في مكة ، و تراهنوا مع أبي بكر الصديق على تكذيبه .... !!!!

على أن القرآن لم يكتف بهذا الوعد ..!!!

بل عززه بوعد آخر .. فقال :

( و يومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله .. )

إشارة إلى أن اليوم الذي سيكون فيه هذا النصر للروم على الفرس سيقع فيه أيضا نصر للمسلمين على المشركين ..!!!

.. ، و كلا النصرين كان مستبعدا تمام الاستبعاد بين عامة الناس ، فقد كانت حالة المسلمين في مكة من ( الاستضعاف ) الشديد لا يمكن أن يتصور معها أن يتحقق لهم أي نصر قريب على قريش .. !!

.. ، و مع ذلك .. يؤكد القرآن تحقق النصرين معا ، فيقول :

( وعد الله لا يخلف الله وعده ،
و لكن أكثر الناس لا يعلمون )

و لقد صدق وعد الله سبحانه ..

فتمت الغلبة للروم على الفرس ( بإجماع المؤرخين ) في أقل من تسع سنوات .. ، و كان يوم انتصار الروم هو نفس اليوم الذي انتصر فيه المسلمون في " غزوة بدر الكبرى " على قريش .. فسبحان الله العظيم ...!!! ))

ثائر :
(( كفاية كدة يا مؤمن .. ده جسار ( مبقاش قادر يكح ) .. !! ))

جسار ؛
(( فعلا ... أعترف أنني كنت مغفلا كبيرااااا .. ))

مؤمن :
(( أسال الله عز وجل أن يثبتنا على الإسلام ..
دين الحق الوحيد على وجه الأرض ))

جسار : (( آمين .... آمين ... آمين ))

ثائر :
(( مش كفاية كدة النهاردة ... ؟!! .. عندنا مذاكرة ))

مؤمن :
(( كفاية .. و نكمل غدا إن شاء الله تعالى .. ))

......... إلى اللقاء .......