Get Mystery Box with random crypto!

#أتانا_اليقين_٢٤ (( .. و إنا له لحافظون )) | قصص الصحابة

#أتانا_اليقين_٢٤

(( .. و إنا له لحافظون ))

جسار :
(( كانت ليلة الأمس أجمل ليلة مرت عليّ ، فلأول مرة أشعر بالسكينة ، و أنام و أنا مرتاح البال .. أخيرا توقف هذا الصداع الذي كان يؤرقني من كثرة التفكير و الشك .... !!! ))

ابتسم مؤمن و قال :
(( الحمد لله رب العالمين .. إنها سكينة اليقين يا جسار ..
إنها ( الحياة الطيبة ) التي وعد بها الله عباده المؤمنين .. ))

ثائر :
(( صدقت يا مؤمن ...
فوالله إن في ( اليقين ) لسعادة لا تعادلها سعادة في الدنيا .. مهما حظي الإنسان فيها من متع و زينة و أموال ..
فجزاك الله عنا خير الجزاء ))

جسار :
(( و لكننا لم نشبع من حديثك الماتع بعدُ يا مؤمن ، فلا تحرمنا من المزيد .. ))

ثائر :
(( صحيح .. فلنكمل الكلام عن النبوءات القرآنية ))

مؤمن :
(( أنا فعلا كنت أريد ان أكمل حتى تطمئن قلوبنا ..

.. لقد ذكرت لكم بالأمس نبوءة ( انتصار الروم على الفرس )
.. ، ولم تكن تلك هي المرة الوحيدة التي يجزم فيها القرآن و يؤكد على أحدات ستقع في المستقبل ، ثم يشهد التاريخ بوقوعها تماما كما أخبر بها القرآن ..

.. ، و سأبدأ حديثي اليوم بسؤال هام :

هل استطاع أحد من الناس أن يستخرج من النبوءات القرآنية خبرا واحدا وقع على عكس ما أخبر به القرآن طوال ال 1400 عام التي مرت منذ بعثة النبي صلى الله عليه وسلم ... ؟!!!

جسار :
(( لا أظن .. و إلا لكان هذا الجدال قد حسم و انتهى الأمر ))

ثائر :
(( لا يوجد طبعا ..
.. ، و إلا لأخذ منكرو نبوة رسول الله يدندنون ليلا و نهارا بهذا الذي أخبر به القرآن ، ثم لم يحدث ))

مؤمن :

(( أفلا يكفي ذلك دليلا وحده على أن هذا القرآن هو فعلا كلام الله تعالى ... ؟!!!

.. يقول الدكتور / دراز في كتابه الماتع (( النبأ العظيم )) :

( و لنسرد ها هنا بعض النبوءات القرآنية مع بيان شيء من ملابساتها التاريخية .. لنرى .. هل كانت مقدماتها القريبة .. أو البعيدة .. حاضرة فتكون تلك النبوءات من جنس ما توحي به الفراسة و الألمعية ... ؟!!!

أولا : الإخبار بأن هذا الدين قد كتب الله له البقاء و الخلود ، و أن هذا القرآن قد ضمن الله حفظه و صيانته ..
قال تعالى :

( إنا نحن نزلنا الذكر ، و إنا له لحافظون )

( فأما الزبد فيذهب جفاء ،
و أما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض .. )

( سيُهزم الجمع و يولون الدبر )

أتعلم متى ، و أين صدرت هذه البشارات المؤكدة ، بل العهود الوثيقة ... ؟!!!
إنها آيات ( مكية ) من سور مكية .. أي صدرت خلال
عشر سنوات كانت تتعرض فيها الدعوة المحمدية للإعراض
و التكذيب ، و ألوان الاضطهاد و التعذيب لتلك الفئة القليلة المؤمنة .. ، ثم مقاطعة محمد و أصحابه و عشيرته و محاصرتهم في شعب أبي طالب مدة غير يسيرة ( ما يقرب من ثلاث سنوات ) حتى عضهم الجوع .. ، ثم مؤامرات سرية و علنية على قتل محمد أو نفيه .. !!

فهل للمرء أن يلمح في ثنايا هذا الليل الحالك
( الذي طوله عشرة أعوام ) شعاعا و لو ضئيلا من الرجاء أن يتنفس صبحه عن الإذن لهؤلاء المظلومين برفع صوتهم و إعلان دعوتهم .. ؟!!

و إنْ ملأ الأمل قلب ذلك ( المصلح الاجتماعي ) بظهور دعوته في حياته ما دام هو يتعهدها بنفسه ، فمن يتكفل له بعد موته ببقاء هذه الدعوة و حمايتها وسط أمواج المستقبل العاتية ... ؟!!

فكم من مصلح صرخ بصيحات الإصلاح ، فما لبثت أصواته أن ذهبت أدراج الرياح ..؟!!
و كم من مدينة قامت في التاريخ ثم عفت و درست آثارها .. ؟!!!
و كم من نبي قُتِل .. ؟!!
و كم من كتاب فقِد أو انتُقِص منه أو بُدل فيه ... ؟!!!

فلابد لمحمد من كفيل بهذا الحفظ لدينه من خارج نفسه ..!!

.. ، فمن ذا الذي يملك هذا الضمان على الدهر المتقلب المملوء بالمفاجآت إلا رب الدهر الذي بيده زمام الحوادث كلها ..؟!!

.. ، فلولا فضل الله ورحمته لما استطاع القرآن أن يقاوم تلك الحروب العنيفة التي أقيمت ، و لا تزال تقام عليه بين آن و آن ..

سَل التاريخ ..

كم مرة تسلط الفجار على المسلمين فأثخنوا فيهم القتل ، و أكرهوا أمما منهم على الكفر ، و أحرقوا الكتب ، و هدموا المساجد ، و صنعوا ما كان يكفي القليل منه لضياع هذا القرآن .. كما فعل بالكتب قبله ..
.. ، و لكنه بقي في وسط هذه المعامع رافعا راياته و أعلامه ، حافظا آياته و أحكامه .. !!!

بل اسأل صحف الأخبار اليومية
( و الأبواق الإعلامية العالمية ) :

كم من القناطير المقنطرة من الذهب و الفضة تنفق في كل عام نحو هذا القرآن ، و صد الناس عن الإسلام بالتضليل و البهتان ، و الخداع و الإغراء .. ، ثم لا يظفر أهلها من وراء ذلك إلا بما قال تعالى :
( فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون .. )