2022-04-29 00:31:19
#زمن_العزة
#أهل_البيت_23
(( أم المؤمنين / رملة ))
.... الحلقة الرابعة ....
.. و فتحت مكة ..
.. ، و أسلم أبو سفيان بن حرب .. ، و أسلم ابناه معاوية بن أبي سفيان ، و يزيد بن أبي سفيان ، و أصبحوا من صحابة رسول الله .. رضوان اللهم عليهم ..
.. ، فغمرت الفرحة قلب (( أم حبيبة )) بدخول أسرتها كلها في الإسلام ، و عادت إليها محبتهم من جديد ، و كانت تتمنى أن تدوم لها تلك الفرحة و السعادة طوال حياتها و ألا تنقطع بالفراق أو الموت .. ، فدعت الله تعالى قائلة :
(( اللهم أَمتعنِي بزوجِي رسولِ اللهِ صَلى اللهُ عليه وَسلمَ
.. ، و بِأَبِي أَبِي سفيَان .. ، و بِأخي معاوِية ))
.. ، فسمعها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقالَ لها :
(( قد سَأَلتِ الله لِآجال مضروبة ، و أَيام معدودة ، وَ أَرزاق مَقسومَة .. ، لَن يعجل شيئا قبل حله ، أَو يؤخر شيئا عن حلهِ .. ، و لو كنت سأَلت الله أَن يعيذكِ مِن عذابٍ في النارِ
أَو عَذَابٍ في القَبرِ كانَ خيرا و أَفضل ))
.. ، و من الواضح أن أم حبيبة كانت تربطها بأسرتها رابطة قوية جدا .. تحبهم و تحب لهم الخير .. ، لدرجة أنها طلبت من رسول الله طلبا لم يطلبه أحد قبلها و لا بعدها .. !!!
.. ، قالت له :
(( يا رسول الله .. انكح أختي عزة بنت أبي سفيان ))
.. ، فتعجب النبي جدا ، و قال لها : (( و تحبين ...؟!!!! ))
.. ، فقالت له :
(( نعم ..
لست لك بمخلِية ، و أحب مَن شاركني في خير أُختي ))
.. ، فعرفها النبي أنه لا يجوز لرجل ان يجمع بين أختين
.. ، و قال لها : (( إن ذلك لا يحل لي ))
.................. ................... ..............
(( الزم غرزه ))
.. ، و بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم بقيت أم حبيبة شديدة التمسك بسنته ، و تجاهد نفسها على أن تلزم غرزه ، و أن تقتفي أثره .. حتى فيما تأباه نفسها أحيانا ... !!!
.. ، فلما وصلها الخبر من بلاد الشام بوفاة أبيها الحبيب
(( أبي سفيان )) .. رضي الله عنه ..
.. ، و كان قد خرج مع الجيوش الإسلامية التي خرجت لفتح بلاد الشام ، فشارك في ميادين الجهاد و قد جاوز السبعين من عمره ، و ظل يقاتل و يهتف في جند المسلمين بهتافاته المؤثرة التي كان يتميز بها ليحثهم على القتال و على
طلب الشهادة .. حتى فقأت عينه .. !!
.. ، فلما عرفت أم حبيبة بوفاته حزنت عليه حزنا شديدا ..
.. ، و على الرغم من ذلك ، فلما انتهت الثلاثة أيام .. و هي مدة ( الحداد ) التي حددها رسول الله صلى الله عليه وسلم .. أخذت السيدة أم حبيبة شيئا من العطور و مسحت به عارضيها و ذراعيها ، و قالت : (( إني كنت عن هذا لغنية ، لولا أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
(( لاَ يَحِل لاِمرأةٍ تؤْمِن بِاللَّهِ وَالْيَومِ الآخِرِ أَن تحد علَى مَيتٍ فَوقَ ثَلاَث ، إِلا عَلَى زوجٍ ، فَإِنهَا تحد عليهِ
أَربعة أَشهرٍ وَ عشرا ))
................ ............... ...............
(( روح النضال ))
.. ، و عاشت السيدة أم حبيبة رضي الله عنها بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثًا و ثلاثين سنة ..
.. ، و لكن (( روح النضال )) و جرأة التضحية لم تفارقها حتى بعد أن كبرت سنها و تجاوزت الستين عاما ..
.. ، ففي أيام الفتنة الكبرى ، لما شدد (( الهمج الرعاع )) أتباع اليهودي المتأسلم (( عبد الله بن سبأ )) الحصار حول دار
أمير المؤمنين / عثمان بن عفان رضي الله عنه ، و منعوا عنه الماء و الطعام يريدون قتله او خلعه ، قال المسلمون :
(( لو جئتم بأم المؤمنين .. عسى أن يكفوا عنه ))
.. ، فقد كانوا يتصورون أن هؤلاء (( المتأسلمين )) إذا رأوا
أم المؤمنين و هي تحمل الماء و الطعام بنفسها لعثمان
فلعلهم يستحيون منها لمكانتها ، فيسمحون لها بالدخول ..
.. ، فتطوعت أم حبيبة للقيام بتلك المهمة الخطيرة ..
.. ، و حملت الماء و الطعام على بغلة ، و تحركت بها نحو دار عثمان ، و أخذت تقترب بكل ثبات من تلك الجموع المسلحة
.. ، فلما رآها (( السبأيون )) صرفوا وجه البغلة بعنف حتى ردوها .. ، و كادت أم المؤمنين أن تقع على الارض لولا أن تداركها المسلمون بسرعة .. !!!!
................ ................. ..........
(( ألا تحبون أن يغفر الله لكم ))
.. ، و في إحدى الأيام .. من سنة 44 هجرية ..
شعرت أم المؤمنين / أم حبيبة بدنو الأجل ، فاستدعت السيدة عائشة رضي الله عنها ، و قالت لها :
(( قد كان يكون بيننا ما يكون بين الضرائر ، فغفر الله لي و لك ما كان من ذلك )) ..
.. ، فقالت لها السيدة عائشة :
(( غفر الله لكِ ذلك كله ، و تجاوز و حللك من ذلك )) ..
.. ، فابتسمت أم حبيبة و قالت : (( سررتني سرك الله )) ..
.. ، ثم أرسلت تستدعي (( أم سلمة )) فقالت لها مثل ذلك ..
155 viewsالله معنا, 21:31