2022-04-21 23:42:11
#زمن_العزة
#أهل_البيت_14
(( حارسة القرآن ))
لم يقبل (( خنيس بن حذافة )) أن يبيع عقله ثمنا لتلك العقيدة البلهاء التي ورثها له الآباء و الأجداد ، و التي يستحيي منها الأطفال .. ، فكيف يرضى عاقل لنفسه أن يستغيث في الشدائد بحجر أصم عاجز .. لا يستطيع أن يهش الذباب عن وجهه ..؟!!!
.. ، و لذلك كان خنيس من المسارعين إلى دين الحق بمجرد أن صدع به رسول الله صلى الله عليه وسلم في مكة ..
.. ، و لم يعبأ خنيس بما سيواجهه من الصعاب و المخاطر بسبب هذا القرار الجرئ الذي اتخذه ..
.. ، ثم أراد (( خنيس بن حذافة )) أن يتزوج من فتاة جريئة مثله لتؤازره في تلك المحن .. ، فوفقه الله تعالى إلى الزواج من حفصة بنت عمر بن الخطاب .. ، فصبرا صبرا جميلا على الأذى في مكة لعدة سنوات .. ، إلى أن أذن رسول الله للمسلمين بالهجرة إلى المدينة ..
.. ، و في غزوة بدر الكبرى ..
كان خنيس بن حذافة من أبطال المسلمين الذين ثبتوا أمام جيش أبي جهل رغم قلة عددهم و ضعف إمكاناتهم ..
.. ، و تحقق النصر من عند الله تعالى ..
.. ، و دخلت الفرحة في كل بيت من بيوت المدينة المنورة ..
.. ، و لكن بيت حفصة لم يهنأ طويلا بتلك الفرحة ، فقد عاد خنيس بن حذافة من تلك المعركة مصابا بجراحات بالغة ..
.. ، و ما هي إلا أيام ، ثم استشهد البطل متأثرا بجراحه ..
.. ، و فقدت حفصة شريك حياتها وهي لا تزال في ريعان شبابها ، فلم تكن قد تجاوزت العشرين من عمرها ... !!!
.. ، و حزن أبوها / عمر بن الخطاب لحزنها ، و أشفق عليها ..
.. ، فقرر أن يبحث لها عن زوج صالح يصونها و يتقي الله فيها ، حتى لا تعيش زهرة شبابها أرملة وحيدة ..
.. ، و لنستمع إلى القصة من لسان الأب المكلوم نفسه ..
.. ، يقول سيدنا / عمر بن الخطاب :
(( لقيت عثمان بن عفان فعرضت عليه حفصة ، و قلت له :
( إن شئتَ أنكحتك حفصة ابنة عمر ) .. ، فقال :
( سأنظر في أمري ) .. ، فلبثت ليالي ثم لقيني ، فقال لي :
( قد بدا لي ألا أتزوج في يومي هذا .. )
.. ، فلقيت أبا بكر الصديق ، فقلت :
( إن شئتَ أنكحتك حفصة ابنة عمر )
.. ، فصمت أبو بكر ، فلم يرجِع إلي شيئا ..!!
.. ، فكنت أَوجد عليه منِي على عثمان .. !! ))
يقصد : أنه قد أحزنه اعتذار عثمان ..
.. ، و أحزنه أكثر و أكثر سكوت أبي بكر .. !!
.. ، ثم يكمل سيدنا عمر فيقول : (( فلبثتُ ليالي ، ثم خطبها رسول الله صلى الله عليه وسلم .. فأنكحتها إياه ..
.. ، فلقيني أبو بكر فقال لي :
( لعلَك وَجدت علي حين عرضت علَي حفصة
فلم أُرجع إليك شيئًا ..؟ )
.. ، فقلت : ( نعم ) .. ، فقال :
(( فإنه لم يمنعني أن أرجع إليك فيما عرضت
علَي إلا أنِي كنت علمت أن رسول الله قد ذكرها
فلم أكن لأفشي سر رسول الله صلى الله عليه
وسلم .. ، و لو تركها رسول الله لقبلتها ))
و هكذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يشعر بنبضات قلب أصحابه ، و يحس بمعاناتهم ، فأحب أن يجبر كسر قلب صاحبه عمر بن الخطاب ، و أن يقربه إليه و يرفع مكانته بين المسلمين بزواجه من ابنته حفصة .. ، كما فعل نفس الشئ من قبل مع ( الصديق ) رضي الله عنه حينما تزوج من ابنته عائشة ..
.................. .................. ...............
(( في بيت النبي .. ))
.. ، و تم الزواج المبارك ..
.. ، و انتقلت السيدة حفصة إلى بيت النبي ، فعاشت في كنفه حياة سعيدة هانئة ، فقد ملأ رسول الله حياتها ، و استحوذ على قلبها ، فكانت تحبه حبا عظيما و تغار عليه غيرة شديدة
.. ، و مع الوقت انضمت ( حفصة ) إلى حزب ( عائشة ) ..
.. ، فقد كان زوجات النبي صلى الله عليه ينقسمن إلى حزبين
حزب فيه عائشة و حفصة و صفيَة و سودة ..
.. ، و حزب فيه أُم سلمة و باقي زوجات النبي ..!!
.. ، و يروي لنا سيدنا أنس بن مالك حادثة تبين ما كان بين زوجات النبي من ( غيرة الضرائر ) بسبب رغبة كل واحدة منهن في أن تستأثر بقلب رسول الله ..
.. ، يقول أنس : (( كان النبي عند بعض نسائه ، فأرسلت إحدى أُمهات المؤمنين بصحفة فيها طعام ، فضربتِ التي هو في بيتها يد الخادم فسقطَت الصحفة فانفلقت .. ، فجمع النبي فِلَق الصحفة ، ثم جعل يجمع فيها الطعام الذي كان في الصحفة و يقول : ( غارت أُمكم ) .. ، ثم حبس الخادم حتى أُتِيَ بصَحفَة من عند التي هو في بيتها ، فدفع الصحفَة الصحيحة إلى التي كسِرت صحفتها ، وأمسك المكسورة في بيت التي كَسرت ))
.. ، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستوعب بهذا الحلم الواسع .. و بمنتهى الهدوء ... مثل تلك المواقف المستفزة التي قد تصدر من بعض زوجاته بسبب الغيرة .. !!
154 viewsالله معنا, 20:42