2021-12-16 16:24:28
#زمن_العزة
#أيام_عمر7
(( الطريق إلى حمص ... ))
و بعد فتح دمشق .. أعاد أبوعبيدة بن الجراح سيدنا /
شرحبيلَ بن حسنة بجيشه إلى الأردن ، و جعله واليا عليها .. ، وكلف عمرو بن العاص أن يتولى أمر ما تم فتحه من المدن الفلسطينية .. ، و ترك جيش يزيد بن أبي سفيان لرعاية شؤون مدينة دمشق ، بعد أن اختاره واليا عليها ...
.. ، ثم انطلق البطلان أبوعبيدة و خالد بن الوليد بجيشيهما لاستكمال فتح مدن شمال سوريا .. ، و ذلك بعد أن استراحت الجيوش في دمشق طوال فصل الشتاء إلى أن تحسنت الأحوال ااجوية ، و انقشع البرد القارس ....
.. ، و كان هدفهما فتح مدينة حمص الحصينة .. ،
فانطلقا من طريقين مختلفين :
.. ، سلك جيش أبي عبيدة الطريق الشرقي الصحراوي .. ،
بينما سلك خالد بجيشه الطريق الغربي .. الأطول ، و الأصعب .. أصعب لأنه سيمر على قوات رومانية ، و حصون أثناء سيره إلى حمص .. !!
و انتصر خالد على القوات الرومانية التي اعترضت طريقه بسهولة عجيبة .. ، فقد كانوا يفرون من أمامه بعد مقاومة ضعيفة .. مما أثار دهشته ..!!
.. ، و تمكن خالد من فتح مدينة بعلبك الحصينة التي كانت في طريقه إلى حمص .. ، حيث طلب أهلها الصلح مقابل الجزية بعد أن فرت القوات الرومانية التي كانت تحميها .. ، و ذلك بعد أن قاوموا خالدا قاومة خفيفة أيضا ... !!!
.. ، ثم وصل الأبطال إلى حمص .. ، و حاصروها .. ،
و استمر الحصار 18 يوما فقط .. ، ثم طلب أهلها الصلح مقابل الجزية بعد أن فرت منها القوات الرومانية بعد مقاومة خفيفة جدا .. تماما تماما كما حدث في بعلبك .. ،
، و هذا أمر عجيب جدا .. ، فحمص مدينة هامة و شديدة التحصين ، و يمكنها أن تصمد أمام الحصار لأشهر طويلة ..!!
كان فتح مدينة حمص في 21 من ربيع الثاني عام 15 هجرية .. بعد تسعة أشهر من فتح دمشق ..
، و فرح المسلمون بفتحها فرحة عظيمة .. ، فقد أصبحوا بذلك يسيطرون على كثير من مدن الشام الحيوية من شمالها إلى جنوبها .. ، ومن شرقها إلى غربها ...
.. ، و لكن تحركات القوات الرومانية ، و انسحاباتهم المتتالية من كل موقع ، و من كل مدينة كانت تدعو إلى القلق ...،
و تثير الكثير من التساؤلات ... ؟؟!!
.. ، فلا يمكن أن يسلم هرقل سورية للمسلمين بهذه البساطة .. فقد كان يحبها حبا كبيرا .. ، حتى أنه كان إذا زارها ، ثم أراد أن يعود إلى القسطنطينية يسلم عليها بحرارة .. ، و يناديها قائلا :
(( سلام عليكي يا سورية .. ، تسليم مودع لم يقض منك وطره ، و هو عائد ))
.. ، و بعد فتح المسلمين لمدينة حمص دخل عدد كبير من أهلها في الإسلام بسرعة لافتة للنظر ... !!!
... ، و من وراء ذلك قصة جميلة .. سأحكيها لكم :
* يروى أن أحد جنود المسلمين بعد عقد الصلح مع أهل حمص كان يسير في طرقات المدينة .. ، فرأى حمصيا معه تفاحة .. ، فأراد الجندي أن يشتريها منه .. ، ولكن ...
لم يكن معه ثمنها.. ، و كان المسلمون لا يعرفون طعم التفاح ..
فقال المسلم للحمصي :
(( خذ خوذتي رهنا عندك حتى آتيك بثمن التفاحة )) ...!!
.. فقال له الحمصي .. وقد بدت على وجهه ، و على صوته علامات الخوف من هذا الجندي المسلم الفاتح .. المسلح :
(( خذها بلا رهن .... هي لك ))
.. ، ولكن الجندي المسلم رفض .. ، و أصر أن يترك خوذته
رهنا عند الحمصي حتى جاء له بثمن التفاحة ... !!!
.. ، و انتشرت هذه القصة بين أهل حمص .. ، فانبهروا بأخلاقيات المسلمين .. ، فمنذ قرون طويلة لم يروا مثل هذا العدل ،و تلك السلوكيات الرفيعة الراقية ..
، فأحبوا الإسلام .. ، و أقبلوا عليه .. ، و اعتنقوه .. !!
، فقد كان يكفيهم مثل هذا الموقف دليلا على أن الإسلام هو دين الحق .. ، فقد رأوا بأعينهم كيف استطاع الإسلام أن يغير هؤلاء العرب .. الغلاظ الشداد .. حتى صاروا يضرب بهم المثل في اللين .. ، و السماحة .. ، و حسن الخلق .. !!
.. ، و يمكنك أن ترد بهذه القصة على الأفاكين الذين يزعمون أن الإسلام انتشر بالسيف ...!!
أرسل أبوعبيدة بن الجراح رسالة النصر إلى أمير المؤمنين /عمر بن الخطاب يبشره فيها بفتح حمص ، و انتشار القوات الإسلامية في كل أرجاء بلاد الشام ..
، و لكن عمر بن الخطاب رد على تلك الرسالة ردا غير متوقع بالمرة .... !!!!
.. ، فقد أمر عمر بن الخطاب سيدنا / أبا عبيدة ألا ينشر الجيوش الإسلامية في أرجاء الشام بهذا الشكل .. ، و أن يعيد تجميعهم إليه مرة أخرى .. ، كما أمره أن يوقف فتوحات الشام عند هذا الحد .. لحين إشعار آخر ...؟!!
.. من الواضح أن أمرا خطيرا قد حدث .. ، مما جعل أمير المؤمنين يتخذ هذا القرار العجيب ... ؟!!!
الذي حدث هو أن المثنى بن حارثة كان قد أرسل إلى عمر يخبره بتأزم الأوضاع في العراق .. ، و باشتعال المواجهات مع الفرس من جديد بعد هزيمة المسلمين في معركة الجسر ، و انخفاض أعدادهم بسبب كثرة الشهداء و الجرحى .. !!
.. ، و كان كسرى / يزدجرد في ذلك ال
140 viewsاحمد, 13:24