2022-02-19 17:03:02
حذيفة بن اليمان وراء هؤلاء الفلول
رجل المهام الصعبة .. القعقاع بن عمرو رضي الله عنه ...!!!
.. ، و قبل أن يأخذ قسطا يسيرا من الراحة انطلق سيدنا القعقاع بفرسانه وراء الفيرزان وجنوده .... !!!!
.. ، و كان الفيرزان يتحرك بأقصى سرعة ممكنة هو و جنوده ليفلتوا من سيدنا / القعقاع .. رغم أن الطريق الذي سلكوه كان طريقا جبليا وعرا جدا ... !!!!
.. ، ففوجئ الفيرزان بخروج قطيع طويل من الحمير و البغال يحملون كميات كبيرة من ( العسل ) ، و يتحركون ببطء شديد .. حتى سدوا على الفيرزان طريق هروبه الوحيد بين الجبال ... !!!!
.. ، فكيف سيخرج الفيرزان من هذا المأزق ... ؟!!!
................ .................. ................
(( وما يعلم جنود ربك إلا هو ))
* و قع الفيرزان و من معه من جند الفرس في مأزق كبير .. فالبغال المحملة بالعسل من أمامهم ، و القعقاع و جنوده من خلفهم ...!!!!!
.. ، فاضطر الفيرزان و جنوده أن ينزلوا من على خيولهم حتى يتمكنوا من الفرار بين شعاب الجبال على أرجلهم ... !!!
.. ، ففعل القعقاع و جنوده نفس الأمر حتى يتمكنوا من ملاحقة الفرس بين شعاب الجبال ... !!!!
.. ، و بعد مطاردة طويلة استطاع المسلمون أن يصلوا إلى هؤلاء الهاربين ، فقتلوا عددا منهم .. ، و استطاع القعقاع أن يصل إلى الفيرزان .. ، فأخذ الفيرزان يقاتله بكل ما أوتي من قوة .. ، و لكن في النهاية انتصر عليه القعقاع و قتله ..
.. ، و بذلك يكون قد هلك ( آخر جنرال ) من جنرالات كسرى / يزدجرد الكبار ... !!!!
.. ، و كان المسلمون إذا ذكروا تلك الوقعة يتفكهون بها و يضحكون قائلين : (( إن لله جنودا من عسل )) .. !!
.. ، ثم تحرك جيش المسلمين بعد انتهاء المعركة نحو حصن نهاوند .. ، فلما وصلوا وجدوه خاليا تماما من المقاتلين .. ،
فدخلوه .. ، و أخذوا يجمعون الغنائم و الذهب التي تركت فيه .. ، فقد كان ليزدجرد ثروة ضخمة في نهاوند .... !!
.. ، و قسم المسلمون الغنائم .. ، فكان نصيب الفارس الواحد منهم يقدر ب 6000 درهم .. !!!
.. ، ثم جهزوا ( الخمس ) لإرساله إلى أمير المؤمنين / عمر في المدينة ، و قد كان ينتظر بقلق بالغ أن تأتيه أخبار نهاوند .. ، فلم يكن يهنأ بنوم ، و كان يخرج كل صباح إلى الصحراء في أطراف المدينة ينظر إلى المشرق على أمل أن يأتيه من
يبشره بالنصر .. ، حتى وصل السائب بن الأقرع من نهاوند ، و معه خمس الغنائم ، و رسالة البشارة بالنصر من حذيفة بن اليمان .. ، فلما رآه أمير المؤمنين أسرع إليه قائلا :
(( ما وراءك .... ؟!!! ))
.. ، فقال السائب وهو يبتسم :
(( خيرا يا أمير المؤمنين .. فتح الله عليك و أعظم الفتح ))
.. ، فابتسم عمر .. ، ثم سأله :
(( و ماذا فعل النعمان بن مقرن ... ؟!!! ))
.. ، فطأطأ السائب رأسه .. ، و انطفأت ابتسامته ، و قال :
(( لقي ربه شهيدا ... ))
.. ، فأخذ سيدنا / عمر يبكي ، و يبكي .. ، و يقول :
...... (( إنا لله و إنا إليه راجعون )) .....
.. ، ثم ذكر له السائب أسماء بعض الشهداء قائلا :
(( و استشهد من المسلمين فلان .. و فلان .. و فلان ... ،
و غيرهم الكثير .. ولكن لا نعرف أسماءهم ... !!!! ))
.. ، فقال عمر .. وهو لا يزال يبكي :
(( و ماذا يضرهم ألا يعرفهم عمر .. بن أم عمر ..؟!!
.. ، يكفيهم أن الله يعرفهم ، و يعرف وجوههم و أنسابهم .. ))
.. ، ثم صعد عمر على منبر رسول الله ، فخطب في الناس يبشرهم ب (( فتح الفتوح )) الذي كسر الفرس ..
.. ، و نعى لهم الصحابي الجليل / النعمان بن مقرن رضي الله عنه ...
.. ، ثم أرسل أمير المؤمنين عمر رسالة إلى سيدَنا / حذيفة بن اليمان يكلفه فيها أن يكون واليا على مدينة ( نهاوند ) .. ،
.. كما أمر بسرعة الانسياح في بلاد فارس ( إيران ) قبل أن تتجمع لهم القوات الفارسية من جديد ... !!!!
.. ، و بالفعل ...
تحركت الجيوش الإسلامية في كل مكان في بلاد فارس ...
.. ، ففتح سيدنا حذيفة بن اليمان و معه القعقاع مدينة ( همذان ) .. بالصلح مقابل الجزية .. ، و ذلك لأن أهلها خافوا على أنفسهم من الوقوف في وجه المسلمين .. !!
.. ، كما أمر عمر سيدنا / أبا موسى الأشعري
( والي البصرة ) ، و سيدنا / عبد الله بن عتبان
( والي الكوفة ) أن يفتحا ( مدينة أصبهان ) .. ، فحاصرها المسلمون حتى استسلم أهلها .. ، و صالحوا على الجزية ... ثم دخل أهلها في الإسلام بعد أن رأوا سماحة المسلمين و عدلهم و أخلاقهم الكريمة ... !!!
.. ، و في عام 22 هجرية ...
تتابعت الفتوحات في مدن ( إيران ) ...
و كانت معظم تلك المدن و الأقاليم تفتح بالصلح مقابل الجزية بعد مقاومة ضعيفة ...
.. ، ففتحت مدن ( جرجان ) .. و ( طبرستان ) .. ، و ( قومس ) .. ، و ( أذربيجان ) ... و غيرها
حتى سيطر المسلمون على كل مدن شمال إيران في أقل من سنة .. ، كما أخرج سيدنا / عمر جيوشا لفتح
( إقليم خراسان ) .
289 viewsاحمد, 14:03