Get Mystery Box with random crypto!

، ــــــــــــــ❁﷽❁ـــــــــــــــ الحلقة.167.tt قصة.الإفك.4. | رَحُـםٌـة للـ؏ـالـםـين

،

ــــــــــــــ❁﷽❁ـــــــــــــــ
الحلقة.167.tt
قصة.الإفك.4.tt
الشيخ.صالح.الخليفة.tt

فهذا الدرس السابع والستون بعد المئة الأولى في سيرته صلى الله عليه وسلم.

ثم قالت أم المؤمنين عائشة لأمها: ألا تجيبين رسول الله صلى الله عليه وسلم!؟، فقالت: وبماذا أجيب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقالت مثل ما قال أبو بكر.

فقالت أم المؤمنين عائشة وأنا يومئذ جارية لا أقرأ من القرآن كثيرا؛ أي صغيرة-. فقلت: والله لقد علمت؛ لقد سمعتم هذا الحديث حين استقر في أنفسكم وصدقتم به، فلئن قلت لكم إني بريئة لا تصدقون، ولئن اعترفت لكم بأمر -والله يعلم أني منه بريئة- لتصدقني.. فوالله لا أجد لي ولكم مثلا إلا أبا يوسف، -أرادت أن تتذكر اسم يعقوب عليه السلام نبي الله فلم تتذكره- فقالت: إلا أبا يوسف حين قال: {فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون}.(1)

تقول: ثم تحولت واضطجعت على فراشي إلى الجهة الأخرى، والله يعلم أني يومئذ حينئذ بريئة، وأن الله مبرئي، لكنني ما كنت أظن أن الله سينزل قرآنا يتلى إلى يوم القيامة، وإنما كنت أرجو أن يرى النبي صلى الله عليه وسلم رؤيا يبرئني الله عز وجل بها.

قالت أم المؤمنين: حتى أنزل عليه، والله ما رام رسول الله صلى الله عليه وسلم مجلسه، ولا خرج أحد من البيت.

صلوات ربي وسلامه عليه.. أي بلاء ابتلي به بأبي هو وأمي صلى الله عليه وسلم.. أيها الإخوة، الواحد منا إذا لعنت أمه، أو قذف في عرضه أقام الدنيا ولم يقعدها، وهذا نبينا صلوات الله وسلامه عليه يسري الخبر في المدينة، وهو خير من مشى على وجه الأرض، يتكلم في عرضه.. في أهله.. هذا البلاء أيها الإخوة.. أرأيتم لماذا كان قذف المحصنات المؤمنات الغافلات من الكبائر!؟ بل جعل الله عز وجل من الحدود التي أنزلها وجعلها من أحكام الشريعة، حينما يقذف الرجل مؤمنة، فإذا لم يأت بأربعة شهداء يشهدون بالله أنهم رأوا الزنا الحقيقي يجلدون، يجلد من جاء بهذا لو كانوا ثلاثة ما لم يتموا أربعة.

ومنذ بداية الإسلام إلى اليوم، لم يقع حد الزنا بشهادة الأربعة، هذا أمر عظيم أيها الإخوة، والواحد إذا دخل في وسائل التواصل الاجتماعي، كتب إلى الرجل يتهمه يا ابن الزانية.. أمك كذا.. أختك كذا.. ابنتك كذا.. يرمي بهذه الكلمات، ولا يدري أن قد تكون واحدة منها مصداق قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالا يهوي بها في النار سبعين خريفا"(2)، والعياذ بالله.

قالت: فما خرج أحد من هذا البيت إلا وقد أنزل عليه الوحي، فأخذه ما كان يأخذه من معالجة ومعاناة الوحي وكان أحيانا يقع عليه مثل صلصة الجرس؛ يجد منه معاناة حتى أنه ليتصبب عرقا في اليوم الشاتي شديد البرد من ثقل القرآن الذي أنزل عليه، ثم سري عنه صلى الله عليه وسلم وهو يضحك، فكانت أول كلمة تكلم بها أن قال: يا عائشة، أما والله فقد برأك الله، فقالت لي أمي: قومي إلى النبي صلى الله عليه وسلم واشكريه، فقالت: والله لا أحمد إلا الله.

تعرفون من عتبها مهما يكون هي امرأة يصيبها ما يصيب النساء من الغيرة أو من العتب.. قالت: لا أحمد إلا الله جل وعلا.

فخرج النبي صلى الله عليه وسلم، فأتى بالذين تكلموا: مسطح وهو ابن عمة عائشة، وحمنة -ورسول الله صلى الله عليه وسلم ابن عمتها-، وحسان شاعر النبي صلى الله عليه وسلم، فجلدوا الحد.

قد يقول قائل: ولماذا لم يجلد عبد الله بن أبي ابن سلول؟ لأنه لعنة الله عليه ما كان يصرح بهذا، وإنما يجمع الناس في مجلسه فيتحدثون، ثم يقول: أو قد كان!؟ أو يقولون كذا وكذا؟؛ حتى لا ينسب شيئ من هذا إليه، وهذا من تمام خبثه.. وقالوا: هناك أسباب أخرى، لكن هذا أوجهها وأقربها والله تعالى أعلم.

مسطح هذا أيها الإخوة، حتى نتدبر ويصبر المؤمن، ويرى في سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه سلوى له فيما تأتيه من ابتلاءات، مسطح هذا أسلم على يد أبي بكر، لأن أبا بكر خاله، وكان فقيرا، فكان أبو بكر يصرف عليه منذ أن كان في مكة.. تخيل يا أخي، في كل شهر يرسل إليه أبو بكر مالا مثل الذي يكفله.. تخيل أن تحسن إلى أحد سنوات طويلة، ثم يكون ممن يتكلم في عرضك.. انظر إلى الابتلاء..

ولذا قال أبو بكر: والله لا أعطيه بعد اليوم شيئا، -من غضبه-، فأنزل الله جل وعلا بخصوص هذه القصة بين مسطح وأبي بكر: {ولا يأتل أولوا الفضل منكم والسعة أن يؤتوا أولي القربى والمساكين والمهاجرين في سبيل الله، وليعفوا وليصفحوا. ألا تحبون أن يغفر الله لكم}(3)، فبكى أبو بكر لأنها نزلت فيه، وهذا من تقدير ومقام أبي بكر رضي الله عنه أن الله قال عنه: {ولا يأتل أولوا الفضل..}، فبكى أبو بكر وقال: بلى والله، أحب أن يغفر الله لي.. فأعادها أيها الإخوة وضاعفها.(4)

--------
(1) سورة يوسف، الآية 18.
(2) صحيح الترغيب، 2875.
(3) سورة النور، الآية 22.
(4) صحيح البخاري، 3910.