Get Mystery Box with random crypto!

ــــــــــــــ❁﷽❁ـــــــــــــــ الحلقة.168.tt ترجمة.جويرية.بن | رَحُـםٌـة للـ؏ـالـםـين

ــــــــــــــ❁﷽❁ـــــــــــــــ
الحلقة.168.tt
ترجمة.جويرية.بنت.الحارث.رضي.الله.عنها.1.tt
الشيخ.صالح.الخليفة.tt

هذا الدرس الثامن والستون بعد المئة الأولى في سيرته صلى الله عليه وسلم.

ومما وقع في غزوة المريسيع أو بني المصطلق؛ قصة جويرية بنت الحارث رضي الله عنها وأرضاها.

وجويرية من بني المصطلق، كان أبوها اسمه الحارث بن أبي ضرار، زوجها بابن عم لها اسمه المسافع بن صفوان، وفي أول أيام زواجها اجتمع والدها بكبار بقومه، وأراد أن يجهز جيشا ليغزو به مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم. فأطاعه الناس. وكان سيد القوم والقبيلة في تلك الأيام كالملك؛ يحكم بما شاء وعلى من شاء، وبما شاء.

فجمعوا الخيل والرجال والسلاح، وبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم. فخرج إليهم في جيش حتى لقيهم عند المريسيع في دارهم.(1)

ففر الرجال إلى الجبال، وبقي قلة، ومنهم أبوها سيد القوم، فقاتلوا قتالا شديدا، فقتل أكثرهم.. وممن قتل زوج هذه الفتاة وأبوها.. ثم ساق النبي صلى الله عليه وسلم السبي والذراري والأموال، وأغنمهم الله عز وجل إياها.(2)

تأملوا أيها الإخوة الكرام في هذا الموقف العظيم؛ فتاة ابنة ملك قومه، سيدهم، من أجمل النساء وفي مقتبل الشباب، وكانت عروسا في أيامها تلك بابن عمها، هذا في هذه الليلة، ومن غد، يقتل أبوها وزوجها، وتذهب حريتها، ويذهب عزها، وتصبح أسيرة أمة.

هكذا تصبح الأمور:

ما بين غمضة عين وانتباهتها
يبدل الله من حال إلى حال

بعض الناس في غنى، وفي عافية، وفي مال، ثم يبتليه الله عز وجل.. وبعض الناس في صحة وقوة ويبتليه الله عز وجل، وهذه دار البلاء، يبتلي الله عز وجل من شاء بما شاء، فمن صبر فله الرضا، ومن سخط فعليه السخط.

وذهبت هذه الفتاة معهم، ثم قسم النبي صلى الله عليه وسلم الغنائم، فوقعت هذه الفتاة في سهم ثابت بن قيس بن شماس الصحابي..

وهذه الفتاة، ابنة سيد قومه، أبت نفسها أن تكون أمة ملكا لرجل، فذهبت إليه تشتري نفسها، وكان هذا على عهد النبي صلى الله عليه وسلم، فرضي الرجل أن يبيعها على نفسها، أن تشتري نفسها منه بتسع أواق من الفضة.. لا إله إلا الله محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم..

بعدما كانت في عز ومنعة، وابنة سيد القوم، وفي ليالي زواجها الأولى، تسير بين الناس لتشتري نفسها بتسع أواق من الفضة..

فوافق الرجل، فذهبت إلى بيت النبي صلى الله عليه وسلم تريد أن يعينها وأن يشهد.. ففتحت عائشة رضي الله عنها لها باب الدار، قالت عائشة: فلما رأيتها كرهتها، -لماذا كرهتها؟ غيرة النساء-، قالت أم المؤمنين عائشة: لأني رأيتها جميلة ملاحة، وعلمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سيرى منها ذلك..

فذهبت إليه، وقالت: يا رسول الله، - وكان عند أصحابه- إني ابنة سيد قومه، وإني قد وقعت في سهم ثابت بن قيس، وإني قد اشتريت نفسي منه بتسع أواق، وأريدك أن تشهد على ذلك وتعينني عليه.. فنظر إليها النبي صلى الله عليه وسلم -وهذه من حكمته- وعلم أنها ابنة سيد قومه، ولقدر الله السابق، والله أعلم ماذا كان في قلب هذه الفتاة، قال نبينا صلى الله عليه وسلم لها: "أولا أدلك على خير من ذلك!؟" قالت: وما هو يا رسول الله؟ قال: "أشتريك وأعتقك وأتزوجك"،(3) سبحان الله العظيم..

اسمع يا أخي المسلم، بعدما كانت تعيش العذاب كله، والذل كله، والسبي كله، وفقد الوالد، والزوج والأهل والعشيرة والمكانة، وتجمعت عليها البلايا من كل مكان، وتجري تمشي في الشوارع تبحث عمن يعينها على شرائها لنفسها، يأتي قدر الله عز وجل لينتزعها من ذلك كله..

----------
(1) سيرة ابن هشام، 2/290.
(2) صحيح البخاري، الحديث 2541.
(3) صحيح أبي داود، الحديث 3931.

قنــاة.رحــمــة.للــعـالمـيـن.tt
سلسلة.دروس.السيرة.النبوية.tt
انتقاء.الإســلام.ديـنـي.tt
تفريغ.الأستاذ.محمد.الروحي.tt
ـــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــ