هذه ليلة من الليالي الزوجية: ليالي الصدق..كم يزهد فيها من غفل | معاً لنلتزم ️
هذه ليلة من الليالي الزوجية: ليالي الصدق..كم يزهد فيها من غفل عن فضلها وعظمتها، لمجرد أنها زوجية! ومن كان يظن بأن ليلة القدر تخطؤها لأجل ذلك فهو واهم -وقد قرر العلماء مسائل حول هذا تُطالَع في مظانها- لكن ماذا عن تحرّي رسول الله صلى الله عليه وسلم لليلة القدر في العشر الأواخر؟ -كما صح في الحديث- ماذا عن تحرّيها في السبع الأخيرة! هل معنى كونها ليست وتريّةً أن تكون أقلّ عظمةً من أيام رمضان التي اجتهدتَ فيها وبذَلْت؟! ليس من الأدب مع العظيم سبحانه أن تزهد فيما عظّم ظنًّا منك أن ليلة تحقيق أمنياتك ليست ثَمّ! ليس من الأدب مع العظيم سبحانه الذي ترجو منه القَبول وتحقيق ما ترغب من المغفرة والتقريب: أن ترغَب عما يرغّبك فيه من الأجر والمثوبة ودوام الإقبال عليه.. ليس من الأدب أن تشبه من يعبد ربه على حرف؛ فإن كان في ذاك ما تريد طمِعْت، وإن لم: صددتَ وانصرفتَ إلى ما تحب من دُنياك!! أيهمّك العيد وحاجياتُ العيد؟ أيغريك ذهابُ الناس بالطارفِ من السوق والجديد؟! ماذا عن تنافُسِ الآخرة؟! عن السبق إلى الله تعالى؟ ماذا عن سوق الجنة الحافل المجيد؟! ماذا عن جوائز الله يوم العيد للفائزين برضوانه! الباذلينَ لجِنانه! المسعودين برحمته وغُفرانه! الذين قدّموا بين يدي ربهم في هذه الليالي الشريفة بُرهانَ حُبّهم له؛ فعظّمُوا من الأزمنة ما عظَّم، وآثروا ما فضَّلَ وقدَّم، وشكروه على تيسير الخير لهم بدوام بذل المعروف والثبات عليه.. ليلةُ صدقٍ هذه ياكرام، فأرُوا الله من قلوبكم خيرًا، وجاهدُوا ما استطعتم قسوةَ القلوب، بلّلوها بماء الخشوع، وألينوها بحركة الخوف ورجفة الرجاء واضطرابِ المحبة: تسكُنوا وتطيبوا، وتصِلوا دنياكم بسُعاد أخراكم، وتحمدوا عندئذٍ مَسْاعَكم، فـ"عند الصباح: يحمَدُ القومُ السُّرى"!
