Get Mystery Box with random crypto!

عندما غادرت أمي البيت ذات صباح ببطنٍ منتفخ وحقيبة ملابس ودّعته | شيماء هشام سعد

عندما غادرت أمي البيت ذات صباح ببطنٍ منتفخ وحقيبة ملابس ودّعتها بالأدعية والنشاط في ترويق البيت، وعندما عادت بعد ساعتين تحمل أختي رغداء بقيت أيامًا أسيرة الدهشة، لقد شهدت ولادتين لماما قبل رغداء، لكن لم يراودني ذلك السؤال المفخخ في أيٍّ المرتين.

أمي قويةٌ جدًّا وصارمة، لكنها حييَّةٌ أمام الأسئلة من هذا النوع، عندما سألتُها "كيف ولدتِ أختي النونو؟" دُهشتْ وأطرقت طويلًا قبل أن تجيب، كنت في الثامنة وكانت هي في مثل عمري الآن، قالت لي: "قئتُها"، واقتنعت بالإجابة، لكن جدتي لطيفة، إحدى خالاتِها الجميلات، عاتبتْها على الجواب "السيء" على حد تعبيرها، وقالت لي كيف خرجت أختي، كانت تلك هي بداية استخدامي لمخيلتي بشكل متعمد وهادف.

لقد ألّفتُ الكثير من القصص لأتخلص من الكثير من الأسئلة، كنت طفلة ذات فضول زائد مع خجل كبير، ولمّا جاوبتْني نينة لطيفة ذلك الجواب القصير والمربك فقدت الحاسة التي كنت أعتقد أن باستطاعتي من خلالها تمييز السؤال المحرج وعدم طرحه، واستعضت عنها بالتخيل، لقد ألّفتُ قصةً كبيرة لكل سؤال بسيط، وإلى الآن تلازمني بعض القصص متحديةً الجغرافيا والتاريخ والفيزياء وعلم الأحياء وحقائق الفضاء.