مساؤكم سعيد. اشتريتُ لتوي ثلاث كيلوات من القثّاء من بائع مر تح | شيماء هشام سعد

مساؤكم سعيد. اشتريتُ لتوي ثلاث كيلوات من القثّاء من بائع مر تحت البيت ونادى، وقلبي منشرحٌ بهذا حتى إنني أستطيع أن أقضي الليل أفكر في النعمِ التي يشملها هذا الفعل، والتي ليس أولها أنني تجاذبت أطراف حديث أنيس مع ربة بيت لا أعرفُها وضحكت إحدانا للأخرى، ولا آخرها شعوري بالأمان وقرة عيني من توفُّر أكل ثلاثة أيام على الأقل على رفّي في الثلاجة، وأنني أذكرُ حصار النبي وأهله في شعب أبي طالب ثلاث سنين حتى قضى منهم من قضى جوعًا فأنظرُ للقثّاء نظرةً ليست بنظرة من يمتلك طعامًا غيرها، بل نظرة من يشتهي في رمقه الأخير قضمةً منها.

إن كل نعمةٍ نظن أنها واحدةٌ لمُركَّبٌ فيها نعم، وإن الله الذي أعرفه لجميلٌ لطيفٌ ولكننا نغفل عن هذا أحيانًا بين الاعتياد والتململ.