بكلَّ ما أصاب رأسي في هذه الحياة أقول لنفسي أنني على يقينٍ من | شيماء هشام سعد

بكلَّ ما أصاب رأسي في هذه الحياة أقول لنفسي أنني على يقينٍ من أن الله يدبِّرُ لي خيرًا لا يسعني تخيله، ليس لأني أستحق ولكن لأن ظني به جميل وهو عند ظن عبده به، ولأنني إنسانةٌ تفرحُ بأصغر الأشياء وأكثرها عادية، فأنا راضيةٌ مغتبطةٌ مهما قل حظي، وأعتقد دائمًا أن الدنيا جزء قصير من حياتي؛ فلا بأس عليَّ إن فاتَني شيء هنا ما دامت هذه ليس النهاية.

لذلك عندما أفكر أن الله سيُريني أيامًا سعيدة يطيرُ قلبي، لا لأنني أستحضر ما يمكن أن أسعد به هنا، النعمة هنا فتنةٌ وما خلصتْ فرحةٌ في الدنيا من شائب، بل لأنني أسمع وعده -تبارك الله من برٍّ جميل- إذ يقول: "فلا تعلمُ نفسٌ ما أُخفيَ لهم من قرَّةِ أعين"، فأودَّ لو قلتُ لكلِّ حيٍّ أقابله: ألا ترى أيها المحترم؟ ألا ترين يا أختي الجميلة؟ إن الحياة هناك لا يسعُنا تخيلها، ربُّنا يُخفي لنا ما ستقرُّ به أعيننا، والصابرون على خير.

يا رب يا كبير في عليائك، تُدبِّرُ من فوق عرشِك أقداري هنا وعندك، في حين أعلِّق عينيَّ بالسماء وأشرد، أقول لنفسي: سوف أذكرُ هذا الوقت حتمًا، وسأذكر كم كنت مشتاقةً لرؤية الربِّ الذي أحببتُه وتعلَّقتُ به، سأذكر مجلسي هذا، وكلماتي هذه، وما فاض به قلبي ولم يُبنْه لساني.