Get Mystery Box with random crypto!

العنوان: إن الله يريدُ منّا عملاً خالصاً لوجهه الكريم المصدر | مأوى طلاب الحق والحقيقة

العنوان: إن الله يريدُ منّا عملاً خالصاً لوجهه الكريم
المصدر: كتاب "الإيمان" للسيّد عبد الحسين دستغيب (رض)

يُؤتى بشخصٍ يوم القيامة له من أعمال الخير الكثير، ولكن أعماله هذه لم تكن خالصة لوجه الله تعالى، فقد أشرك الناس فيها من خلال تظاهره بها، فيأتي نداء الله على ما في بعض الروايات: نحنُ أحسنُ الشركاء وكل شيءٍ أشركتَ معنا أحداً فيه لا نقبله، فخذْ أجرك ممن أشركته معنا، فإذا كان لديك عملٌ خالصٌ لنا فأتِ به.

إن الله يريد منّا عملاً صالحاً خالصاً في الغد القريب، ونحن لا نعلم في عمرنا عملاً خالصاً بدر منّا وليس فيه شريك، أو حبّ ظهور وهوى واستعراض لغير الله تبارك وتعالى!

فعلينا إذن أن نكون مطمئنين من أعمالنا على أنّها خالصةٌ له وحده، بدون قصدٍ يجرُّ على المراءاة والاستظهار، لا "ابتـداءً" ولا "استمراراً".

علينا أن نفتّش في أعمالنا فقد يكون فيها بدايةً حسنة لله ومن ثمّ تتكالب عليها الشركاء، أي ابتداءً لم يكن في الأمر غير الله ولكن وبمرور الزمان ينحرف الإنسان إلى كسب السمعة عند الآخرين فيتلف الأمر كلّه علينا.

فالأعمال التي تقترب بشدّة من الإخلاص هي تلك التي تكون فيه لوحدك مع الله في قلب الليل أو السحر، تنهمر دموعك خوفاً من المولى ورجاءً في مغفرته، وطلباً في أن يتجاوز عمّا فعلتَ من الذنوب.

يُقال: ليس في الميزان أثقل من قطرة دمعٍ تذرفها العين خوفـاً من الله تبارك وتعالى... ولكنّ الأمر المهم هو الخلوص لله وحده، وهذا في الواقع له الأثر الفعّال في كثير من الأعمال حيث أنّ دموعك هذه تصبح كالبحار التي تطفئ النار المتأججة.

إنّ العمل الخالص ان شاء الله يتجلّى كذلك في حضور عزاء الإمام الحسين (ع) والبكاء عليه، فهذا البكاء لا تظاهر فيه، فالبكاء الذي يخرج من قلبٍ ملؤه المحبة لإمامٍ بَذَلَ نفسَه في حبّ الله يؤملُ منه تلطّف الله تبارك وتعالى في التجاوز عن الخطايا والسيئات...