Get Mystery Box with random crypto!

العنوان: تفسير قراءة الرأس الشريف لهذه الآية القرآنيّة المص | مأوى طلاب الحق والحقيقة

العنوان: تفسير قراءة الرأس الشريف لهذه الآية القرآنيّة
المصدر: كتاب "الإمام المهدي (عج) والظواهر القرآنيّة" للشيخ محمد السند حفظه الله تعالى

المعروف في كتب التاريخ والمقاتل والرواية أنَّ رأس سيّد الشهداء (ع) عندما حُوّلت الرؤوس إلى الطاغية عبيد الله بن زياد وإلى الطاغية يزيد بن معاوية كان يُردد هذه الآية: {أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا (9)} (الكهف)

وربّما يتساءل المؤمن والمسلم عن الصلة والمناسبة بين استشهاد الإمام الحسين (ع) وترديده لهذه الآية، ترديد الرأس الشريف كمظهر إعجازي لهذه الآية؟

في الحقيقة إنّ صلة استشهاد الإمام الحسين (ع) وقراءته لهذه الآية هي مناسبة تظهر بأدنى تأمل وتدبر، وهو أن القضاء على حياة سيد الشهداء (ع) بالقتل هو إماتة لعمود الدين الذي كان يُشيّد أركانه سيّد الشهداء، قال رسول الله (ص): "حُسَيْنٌ مِنِّي وَأنَا مِنْ حُسَيْن"

بقاء دين النبي من إنجازات سيّد الشهداء (ع)، فما عملته الطغمة الطاغية الأمويّة من استئصال شجرة النبي في أهل بيته لأنّهم يحسبون أنّهم يقضون على الدين

والحال أنّ الله عزّ وجلّ ضرب مثلا في أصحاب الكهف والرقيم أنّهم كانوا مستضعفين، وكانوا يعيشون في حالة من التقيّة والوجل والخوف، ولا يُظهرون دين التوحيد أمام ذلك الملك (دقيانوس) الذي كانوا يعيشون في وزارته، وكانوا وزراء له في القصر الملكي، وكانوا موحّدين ولكن لم يكونوا يجرؤون ليظهروا التوحيد

فكانوا مستضعفين إلى حدٍ ألجأهم الأمر إلى أن يفرّوا من ديوان الملك إلى الصحراء وآووا إلى الكهف بعد أن فُضح أمرهم وكُشف، وبعد أن ذهب شر "دقيانوس" واندثرت مملكته واندثر زمانه عاود الله إحياءهم ليُثبت الباري تعالى للبشرية: {وَكَذَلِكَ أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ} (الكهف: 21)

فإحياء الله لأصحاب الكهف والرقيم بعد اندثار (دقيانوس) وتفشي التوحيد ليُدلّل الله عزّ وجلّ على أنّ العاقبة للمتّقين، وأنّ المستضعفين يعودون وارثين للأرض، ويرجعهم الله للدّنيا وهم الذين يكونون آيات حقّ وآيات هدى.

وكذلك الحال في سيّد الشهداء (ع) فإنّه رغم استشهاده وتصفية الطغمة الأموية له، إلا أنّهم لم يُبيدوا الدين، بل كما نشاهد الآن أنَّ اسم سيّد الشهداء واسم جدّه المصطفى واسم دين المصطفى لا زال يرفرف خفّاقاً في أرجاء العالم، وسينشر في أرجاء العـالم على يد ابنه وولده المهدي (عج)

وأين ذكر يزيد؟ إنّه في مزبلة التأريخ، وأصبح مورد لعنة الله والملائكة والنّاس أجمعين، وبقيَ سيّد الشهداء (ع) اسماً خالداً ونبراساً ينير البشرية ضياءً وهدايةً.