الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ؛ من يهده اللهُ فلا مضلَّ له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا اللهُ وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله ؛ بلَّغ الرسالة ، وأدى الأمانة ، ونصح الأمة ، وجاهد في الله حق جهاده حتى أتاه اليقين ، فما ترك خيرًا إلا دل الأمة عليه ، ولا شرا إلا حذرها منه ؛ فصلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وصحبه أجمعين .
أمَّا بعد فمرحبا بكن أيتها الفاضلات في موعد يتجدد معكن...لنلتقي في رحاب حلقة من حلقات العلم
ومع الدرس الثاني من دروس شرح كتاب جديد ومفيد الذي بعنوان :
تفسير كلمة التوحيد
بأجمل باقات الورد والياسمين نستقبلكم .. و بأجمل عبارات ترحيب نهديكم... فقد سعدنا بوجودكم ...
وقبل ان ننطلق في شرح الكتاب ...اليكم هذه المقدمة النافعة والماتعة
أيها المؤمنون: اتقوا الله تعالى ، وراقبوه سبحانه مراقبة من يعلمُ أن ربَّه يسمعُه ويراه ، واعلموا -رعاكم الله- أن تقوى الله جل وعلا هي خير زادٍ يبلِّغ إلى رضوان الله ، ﴿ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَاأُولِي الْأَلْبَاب} معاشر المؤمنين: التعاون أمرٌ خطيرٌ للغاية من حيث تأثيره في تحقيق المصالح والأهداف والغايات والمبتغيات أيَّا كانت .. خيرًا أو شرا ، نفعًا أو ضرا ، سنةً أو بدعة ، هدايةً أو ضلالا ، كفرًا أو إيمانا . ولهذا -عباد الله- وجب على العبد المؤمن أن يكون على فقهٍ عظيم ودرايةٍ متينة في هذا الباب «باب التعاون» حتى يرى أين يضع قدمه وأين يسير ؛
فإن هذا الباب «باب التعاون» بابٌ إما أن يكون فيه العبد مفتاحا للخير معوانًا على الصلاح ، أو يكون على الضد من ذلك ، عياذًا بالله من ذلك ، وفي الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ((إِنَّ مِنَ النَّاسِ نَاسًا مَفَاتِيحَ لِلْخَيْرِ مَغَالِيقَ لِلشَّرِّ، وَإِنَّ مِنَ النَّاسِ نَاسًا مَفَاتِيحَ لِلشَّرِّ مَغَالِيقَ لِلْخَيْرِ ؛ فَطُوبَى لِمَنْ كَانَ مَفَاتِيحُ الْخَيْرِ عَلَى يَدَيْهِ ، وَوَيْلٌ لِمَنْ جَعَلَ مَفَاتِيحَ الشَّرِّ عَلَى يَدَيْهِ)) .