المتن : بسم الله الرحمن الرحيم سئل الشيخ محمد بن عبد الوهاب | 📚مَدرَسَة أمّ المُؤمِنِين عَائِشَة رَضِيَ اللّه عَنهَا📚
المتن : بسم الله الرحمن الرحيم سئل الشيخ محمد بن عبد الوهاب -رحمه الله تعالى - عن معنی (لا إله إلا الله)، فأجاب بقوله : اعلم رحمك الله تعالی أن هذه الكلمة هي الفارقة بين الكفر والإسلام.
الشرح : بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وأصحابه ، وبعد:
كلمة (لا إله إلا الله) كلمة عظيمة خفيفة على اللسان وهي عظيمة في الميزان؛ لأنها في الحقيقة هي مضمون الإسلام، ولكن هذه الكلمة ليست مجرد لفظ بل لها معنى ولها مقتضی، ولها أركان ولها شروط لابد من معرفتها ، ولو كان القصد مجرد التلفظ بها صار گل من يقولها مسلما؛ لأنه سهل أن يقول: (لا إله إلا الله) ويصير مسلما ولو لم يعمل شيئا، فهذه كلمة عظيمة ولكن لها معنى، ولها مقتضى، ولها أركان، ولها شروط لابد من تحقيقها ، ولهذا فإنها لا تنفع إلا مع وجود هذه المذكورات .
وهذه الكلمة لها أسماء ، منها أنها كلمة الإخلاص؛ لأنها تنفي الشرك بالله ، وتثبت العبادة لله ، لذلك سميت كلمة الإخلاص، أي : إخلاص التوحيد، وإخلاص العبادة، وتجنب الشرك بالله عزوجل.
وتسمى كلمة التقوى ، كما قال تعالى : {إذ جعل الذين كفروا في قلوبهم الحمية حمية الجاهلية فأنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين وألزمهم كلمة القوى وكانوا أحق بها وأهلها و كان الله بكل شيء عليما} وكلمة التقوى هي : (لا إله إلا الله) لأنها تقي من قالها مخلصا لله عزوجل تقيه من النار ؛ ولأنها تقتضي أعمال البر؛ لأن التقوى هي أعمال البر والطاعات، هذه الكلمة تقتضي كل أعمال البر والطاعة، فهي كلمة التقوى .
وأيضا هي العروة الوثقى ، كما قال تعالى : {ومن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروۃ الوثقى لا انفصام لها والله سميع عليم } (يكفر بالطاغوت، ويؤمن بالله) هذا هو معنى (لا إله إلا الله)، أنه يكفر بالطاغوت هذا هو معنى (لا إله)، ويؤمن بالله هذا هو معنی (إلا الله) فمعنی یکفر بالطاغوت ويؤمن بالله هو مقتضی (لا إله إلا الله) ولذلك سميت العروة الوثقى .
وأيضا هي كما قال الشيخ : الفارقة بين الكفر والإسلام، فمن قالها عالما بمعناها، عاملا بمقتضاها صار مسلما، ومن أبي أن يقولها، أو قالها ولكن لم يعلم معناها، أو قالها ولم يعمل بمقتضاها، لم يكن مسلما حتى يعرف معناها ويعمل بمقتضاها ظاهرا وباطنا .
