ولما اجتمعوا عند هشام سألهم عن المال فأنكروا، وأقرّ بعضهم بأنه لم يستفد من خالد سوى الجائزة.
فقال لهم هشام: فإنا باعثون بكم إلى يوسف بن عمر ليجمعكم مع خالد،
قال له زيد : أنشدك الله والرحم أن لا تبعث بنا إلى يوسف.
قال له هشام: وما الذي تخاف من يوسف؟
قال: أخاف أن يتعدى علينا.
فدعا هشام كاتبه فكتب إلى يوسف: "أما بعد، فإذا قدم عليك زيد، وفلان، وفلان، فاجمع بينهم وبينه، فإن أقروا بما ادّعى عليهم فسَرّح بهم إلَيّ، وإن هم أنكروا فاسأله البينة، فان لم يقمها فاستحلفهم بعد صلاة العصر بالله الذي لا إله إلا هو ما استودعهم وديعة، ولا له قبلهم شيء، ثم خَلّ سبيلهم".
فقالوا لهشام: إنا نخاف أن يتعدى كتابك ويطول علينا .
قال: كلا، أنا باعث معكم رجلا من الحرس ليأخذه بذلك حتى يفرغ ويعجل.
فأرسلهم هشام إلى يوسف، وهو يومئذ بالحيرة، ولكنه لم يرسل معهم أيوب بن سلمة لأنه من أخوال هشام فإنّ أم هشام بن عبد الملك هي ابنة هشام بن إسماعيل بن هشام بن الوليد المخزومي. أيوب المخزومي لم يؤخذ بشيء.....