(53) زيد بن علي يزور الحجاز لآخر مرة، ويبايعه بنو هاشم بالإمام | قناة المنشد المبدع مجدالدين عيشان
(53) زيد بن علي يزور الحجاز لآخر مرة، ويبايعه بنو هاشم بالإمامة:
#الحلقة_الــ53 #صالح_مقبل_فارع
تحرك زيد في زيارة خاطفة إلى الحجاز، ليلتقي بأهلها ويدعوهم إلى طاعته ومبايعته، وللتحرك ضد الطغاة والخروج معه لجهادهم،.
وعندما وصل إلى المدينة ودخل منزله ليلا، استدعى ولده يحيى، وقال: اجمع بني هاشم ، إلى عندي فورا.
فتحرك يحيى وما هي إلا سويعات محدودة حتى كان بني هاشم بين يدي زيد، فقد اجتمعوا كلهم، وعلى رأسهم ابن أخيه جعفر الصادق بن محمد الباقر وأولاده، وعبدالله بن الحسن بن الحسن المسمى عبدالله الكامل، وجميع أبنائه الأربعة: محمد وإبراهيم ويحيى وإدريس وكلهم أئمة، وجميع أولاد علي بن أبي طالب.
فحدثهم زيد عن عزمه عن الخروج وأن الناس يحثونه على الخروج والبيعة، ثم دعاهم إلى مبايعته والخروج معه، إلا إذا ارتضوا شخصا آخر منهم غير زيد فهو مستعد أن يبايعه.
شهدوا كلهم بفضل زيد وعلمه عليهم وعلى جميع الناس ورأوه بأنه أفضلهم، فقاموا وبايعوه بالإجماع، واستعدوا للخروج معه.
وأما ابن أخيه جعفر فقد شجع زيدًا على ذلك وبايعه بالإمامة، لأنه يعرف فضل زيد وعلمه، وأنه أعلم أهل البيت عليهم السلام..
وثم تحرك زيد واجتمع ببقية الناس، وتحرك في كل مناطق الحجاز هنا وهناك، يعظهم بلسانه ويحاججهم بمنطقه، ويدعوهم إلى مبايعته والخروج معه، والقتال في صفه، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ومقارعة الطاغية هشام.
كلامه لقي قبولا عند الناس واستبشروا به، ولكن خوفهم من بطش السلطان وتهديد هشام لهم بالموت جعلهم يتراجعون ويُكاسلون زيدًا ويثنونه عن الخروج، ويحذرونه من مغبة الأمر.
فهذا جابر الجعفي أحد الناصحين الذي يريدون ثَنْيِه عن الخروج، جاء إلى زيد، وقال: يا زيد إني أخاف عليك من القتل، فقد سمعت أخاك محمد الباقر يقول بأنك ستُقْتَل، ولذلك أنصحك بالبقاء وعدم الخروج.
