2021-07-24 02:05:14
كلما أقيمَ عرسٌ في القرية أبتهج جدًا وأقول ها قد بُني عش جديد وولدت أسرة أخرى وأعلن اثنان قدرتيهما على تحمل المسؤولية، وأفكر كم من الأشواط قد قطعت ليصلا إلى هذه المرحلة كم تضحية وكم حرب نفسية قامت ليستلما رباطًا مقدسًا على مسرحٍ كل ما يحدث فيه حقيقة ليس تمثيلًا؟
كل واحد منهما كان للآخر دعوة ليلية ورجاءً متفائلًا تارة وبكاءً لحوحًا بألا يخذله الله ويرزقه بزوجٍ صالحٍ أو صالحة تارة أخرى.
ثم حيرةً عقبتها استخارات؛ أخيرٌ هو أم شرُ، وريبةً سأصلح أنا أم لا.
كل واحد منهما إجابة لسؤال حفظته الآذان من كثرة تكراره "ما هي مواصفات شريكك التي ترجوها؟" فكانت:
أن يفهمني.
وماذا بعد؟
أن يفهمني.
ثم ماذا؟
أن يرتب أفكاري المشتتة ويتقبل ما لم أتقبله في نفسي، أن يعرفني أكثر مني، والأهم... أن يفهمني.
كل واحد منهما للآخر ديارٌ جديدة، وموطن أجدر بالحفاظ، وسرٌ صونه واجب، ونفس لها مثل الذي عليها، ساترٌ ومستور، سقفٌ لا تسمح لمياه الكراهية بالنفاذ، وأمانةٌ عاهد الله بألا يصيبها أذى، سكنٌ وسكينة "وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ"
الزواج عمرٌ غير الذي مضى وتكوينٌ لعمرٍ آتٍ، هو زرعٌ وحصاد، بدايةٌ ونهاية، وسيلةٌ وغاية، هو نضجٌ ممتزجٌ بالطفولة، هو نعمةٌ لمن يقدره ويعلم قيمته ونقمته مَن يستهونون به.
#بارك_الله_لكما
#سماح_سليم
47 views23:05