2023-06-30 17:11:06
يوم ( ٧ أبريل ١٩٩٤م )، هجمت قبيلة مسيحية إسمها ( الهوتو ) وهي الأغلبية المسيحية الحاكمة في رواندا على أقلية قبيلة مسيحية أخرى إسمها ( توتسي ) ودارت أكبر مجزرة بشرية عرفها التاريخ الحديث بل وربما هي أكبر مذبحة شهدتها البشرية.
المسيحيين الهوتو لم يتركوا مسيحياً توتسياً إلا وقطعوه أو ذبحوه أو أشعلوا فيه النار ، في ذلك الوقت كان المسلمون قلة ، لا هم من الأغلبية ولا من الأقلية ولم يكن الاسلام طرفاً في النزاع الدائر بين القبيلتين المسيحيتين ،
وما حدث أن الألاف والألاف من المسيحيين المستضعفين من التوتسي إنطلقوا مسرعين صوب أبواب الكنائس طلباً للحماية ففتح لهم القسس ( الهوتو ) للدخول ، ثم أخبروا المليشيات لتأتي وتقتلهم وقام قس ووصفهم بالصراصير ( وقسس هوتو كُثر أفتوا بقتل التوتسي ) فشهدت ساحات الكنائس عمليات إبادة معترف بها دولياً وموثقة في الفاتيكان ووصفت على ألسنة الضحايا فيما بعد في المحاكم ،
وتكرر المشهد هنا وهناك ولك ان تتخيل أن خلال ( ٤ ) شهور فقط كانت حصيلة القتلى قد بلغت ( ٨٠٠ ) ألف مسيحي على يد مسيحي بواقع ( ٦٦٦٦ ) قتيل كل يوم .
قتل الجيران جيرانهم لانهم توتسي ، كما قتل بعض الأزواج زوجاتهم المنتميات للتوتسي، احتُجزت الآلاف من نساء التوتسي لإغتصابهن .
❐في ظل هذا النزاع الدموي كان للإسلام في رواندا كلمة اخرى ورأي أخر .
علت مكبرات الصوت في مساجد المسلمين تقول : *إن الدم حرام .*
أفتى مشايخ المسلمين : بحرمة الدماء ، حُرم على المسلم الهوتو مساندة أهل قبيلته في قتل المسيحيين التوتسي .
ووجب على كل مسلم من الهوتو حماية التوتسي الذي يستنجد به سواء كان مسلماً او مسيحياً .
صرخ مشايخ المسلمين : العصبية للقبيلة جاهلية وأن المسلم أخو المسلم
رفض أئمة مساجد المسلمين تسليم أي توتسي مسيحي يستنجد بهم ،
منع على أي مسلم تسليم أي مسيحي توتسي يستنجد به.
بعد إنتهاء الحرب الاهلية أصبحت دولة رواندا مدمرة، وتحولت البنية التحتية للبلد إلى أنقاض، وخلفت مئات الآلاف من الناجين الذين يعانون من الصدمات النفسية، والشكوك العقائدية والرغبة في معرفة هذا الدين الذي حرم الدماء وكان ملاذاً أمناً للبعض منهم ، ملايين من المسيحيين مصدومون من إجرام القساوسة ومصدمون في عقيدتهم نفسها، فتحولوا بالملايين إلى الإسلام بشكل يصعب وصفه مما دفع بكل وسائل إعلام العالم لتغطية هذا الإنتشار الكبير للإسلام في رواندا .
على سبيل المثال الشيخ " صالح هابيمانا " ـ مفتي المسلمين في رواندا - يقول : إن الإسلام اليوم أصبح منتشرًا في كل مكان في رواندا.
صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية تقول : إن مقتل نحو ( ٨٠٠ ) ألف رواندي في عمليات الإبادة الجماعية لم يؤدِ فقط لفقدان ثقة المواطنين في حكومتهم، بل في ديانتهم أيضًا، إذ تهيمن المسيحية الكاثوليكية في هذا البلد الذي بات الإسلام فيه هو أسرع الأديان انتشارًا .
البي بي سي البريطانية تقول : قد كان للملاذ الآمن الذي وفره المسلمون للتوتسي وحمايتهم من الهوتو أبلغ الأثر في تحول الكثيرين للإسلام في ذلك البلد.
ياكوبو جوما زيمانا، الذي اعتنق الإسلام عام ( ١٩٩٦م ) ، قال لنيويورك تايمز : " الناس ماتت في كنيستي القديمة. لقد كان القس يساعد القتلة. لم يعد بوسعي العودة والصلاة هناك، كان علي البحث عن دين آخر ".
أليكس روتيريزا أعلن إسلامه وقال : " لقد تعامل المسلمون خلال مذابح عام ( ١٩٩٤م ) بشكل جيد جدا، فأردت أن أكون مثلهم . كانت عمليات القتل في كل مكان، في حين كان حي المسلمين هو الأكثر أمانا "
رمضاني روغيما، السكرتير التنفيذي لاتحاد المسلمين في رواندا : " لم يمت أحد في مسجد ، لقد تصدى المسلمون للميليشيات وأنقذوا الكثير من الأرواح "
وقال روغيما، وهو من التوتسي : إنه يدين بحياته لمسلم خبأه من الميليشيا التي كانت تطارده .
*الحكمــــه*
الإسلام عبر عن نفسه ، الإسلام تجسد واقعاً ، الملايين من المسيحيين في دولة رواندا تحولوا إلى الإسلام .
كان عدد المسلمين قبل الإبادة الجماعية أقل من مليون واليوم يعتقد أنهم من ( ٤ - ٥ ) مليون في دولة عدد سكانها ( ١١ ) مليون .
اللهم اعز الاسلام والمسلمين
https://t.me/Marem2014
548 views14:11