2021-09-29 08:18:35
أكثر ما يُميّز المؤمن الحق عن غيره هو سرعة استجابته لله ورسوله
وكلما علم مرادا لله (أمرا كان أو ندبا) سارع إليه ولسان حاله : سمعنا وأطعنا
ليس هذا فحسب بل إن المؤمن الحق هو: الذي يُقدّم أغلى التضحيات بأقل الإشارات
ها هُوَ إبراهيم الخليل عليه السلام يُقدِم على ذبح فلذة كبده ابنه الوحيد الذي طالما انتظره
قال تعالى: فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ (101) فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَابُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ...
ذلك الغلام الحليم الذي وصل إلى مرحلة السعي مع والده تلك المرحلة الرائعة التي ينتظرها الوالد وينتقل فيها الولد من عبء وحِمل إلى صاحب ومُعين.
كل هذا ويُقدم الخليل على ذبحه بمجرد رؤيا يراها !!!
نعم رؤيا الأنبياء حق ولكن الأمر عظيم والخطب جلل .. لم تنزل الملائكة تباعا لتُمهّد له الأمر ولا لتشرح له الحكمة ولا نزل جبريل ليواسيه ويُشجعه ... بل هي رؤيا رآها فأسلم وجهه لله.
هذا يُذكرنا بحديث النبي صلى الله عليه وسلم في المجاهد الذي ينتقل إلى أماكن الموت بمجرد سماع النداء مرة واحدة فيطير إلى الموت بدون تردد
قَالَ صلى الله عليه وسلم : " خَيْرُ مَعَايِشِ النَّاسِ لَهُمْ , رَجُلٌ مُمْسِكٌ بِعِنَانِ فَرَسِهِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ , وَيَطِيرُ عَلَى مَتْنِهِ , كُلَّمَا سَمِعَ هَيْعَةً أَوْ فَزْعَةً طَارَ عَلَيْهِ إِلَيْهَا , يَبْتَغِي الْمَوْتَ أَوِ الْقَتْلَ , مَظَانَّهُ...)
بل هذا المقام العظيم للعاصي منه نصيب إذا أقبل على مولاه.
يقول ابن الجوزي في حكمة عدم ذكر الرجم في القرآن:
تفكرت في السر الذي أوجب حذف آية الرجم القرآن لفظًا مع ثبوت حكمها إجماعًا؟!
فوجدت لذلك معنيين:
وبعد أن ذكر الوجه الأول قال:
والوجه الثاني: أنه يبين بذلك فضل الأمّة في بذلها النفوس قنوعًا ببعض الأدلة، فإن الاتفاق لما وقع على ذلك الحكم، كان دليلًا؛ إلا أنه ليس كالدليل المقطوع بنصه.
ومن هذا الجنس شروع الخليل عليه الصلاة والسلام في ذبح ولده بمنام، وإن كان الوحي في اليقظة أكد
225 viewsفاطمة سعيد, 05:18