أضعت وجهي، حينما احتل وجهك الغرباء. وأضعت بوصلتي، حينما فقدت ج | محمد باقر كجك
أضعت وجهي، حينما احتل وجهك الغرباء. وأضعت بوصلتي، حينما فقدت جاذبية التحرر من كل ما عداك. وهجرتني الألوان كلها، حينما خطفت لون الطمأنينة من عيني. وعقلي، مصاب بالنار، وفقد لغة الماء.. هو، جنون النار أمر مخيف.. فكيف لو أضفنا عليه ارتحال الماء عنك؟ صحراء قاسية، مليئة بالأفاعي، تحتشد في رمال متحركة من احتمالات النكران.. هو هذا البئر العميق من الغربة التي نبتت بيننا. كيف يفوز العاشق، في وادي القلق؟ وهل سيعرف أحدا ما، حقا، ما الذي حصل لهذا الهيكل العظمي الماسك لأعناق طرق الصحاري، بحثا عن الحبيب؟ فاز من عجل وارتحل قبل أن يحتله ذئب شارد من قطيعك السري. ذئب، جائع للحم وجهك وقلبك وظهرك، وماء لغتك، وورد كفيك، وحديقة روحك السرية.. فاز... الذي فاز.. فاز الذي لم يكن له أثر.
