إليه. . 'قالت: 'هناك سنلتقي'. كم كنتُ مغترّاً بمعرفتي العظيمة | محمد باقر كجك
إليه. . "قالت: "هناك سنلتقي". كم كنتُ مغترّاً بمعرفتي العظيمة بالدروبِ! هناك دربٌ للعاشقين، وكم تضللهم، لأنّ العشق مفتاح أخيرٌ للخلودِ.. فمن سيعطيك الخلودَ؟ هناك دربٌ، مظلمٌ، مصباحك الفذُ الوحيدُ بأن تقولَ لكلِّ فردٍ في الطَّريق قصيدةً.. وتدسُّ دمعك في جيوبه كي يراكَ.. ويترككْ فهنا ستنفعك الرشاوي كي تفرَّ من الدروب ..من الرفيقِ هناك دربٌ، للذين يبدِّلون وجوههم في كلّ يومْ أوليس هذا الجوعُ مخترعَ القناعِ؟ ألسنا نبحث عن إله الناس في مليار وجهٍ في الطريقْ؟ وهناك دربٌ، للصَّامتين الحائرينَ. أنا، دمشقيّ الهوى، بغدادُ حرفُ قصيدتي.. وأنا الجنوبُ أنا اليمانيُّ العتيقُ، أنا رجال الطهر من أسيوطَ.. قد جمّعتُ سرّ الأرض في نونٍ تزغردها فلسطينيةٌ من بلدة القدس القديمةِ والجليلَ.. ولم يزلْ قلبي على لقياكِ يسكرُ من خمورٍ خبأتْهَا جدَّتي في قصةٍ عن ماءْ كل الحكايات التي قيلت عن القدس الحزينة، لا تقالْ نحتاج نحن كي نكون هنا لكل الماءِ في أرض الجنوبْ نحنُ الذين نقصُّ في عتم الليالي الحالكات بموطني: الماءُ يعني أن تقاتل كالربيع.. بلا انتظار الأغنياتْ الماءُ أن تدعى "جهادْ" وتقول لي: في آخر الدرب البعيد سنلتقي.. وسنقطف الأحلام من شجر السماءِ.. هناك حيثُ شممتُ عطرَ العرش في خديّ جهادٍ.. قد أُصبتُ بما يُصاب به المحب من الجنون.. من الضلالْ فأنا.. تشظيتُ الأماكنَ والزمانَ ولم أعد أدري بأيِّ الأرض قد تغفو قصيدةٌ عاشقٍ ..يغفو الغمامْ ..يغفو الحمامْ ..تغفو المدينةُ والقرى.. يغفو المنامْ قالت ليَ الجداتُ: بالوردِ المغمّس بالدُّعاءِ.. بكل طيّون البراري في الجنوبِ.. وبالبساتين التي لا تنتهي.. بالزيت والزيتون: هناك ستلتقي.. وهناك ينمو فيك شيء من جهادْ!" .
