Get Mystery Box with random crypto!

ثلاثة أسرار من أسرار السير إلى الحسين عليه السلام الشيخ باقر ك | محمد باقر كجك

ثلاثة أسرار من أسرار السير إلى الحسين عليه السلام
الشيخ باقر كجك

تشعرُ أحياناً، أن مغناطيس القلب يصبح قوياً، لدرجة أنّه يتأثر بأدنى شائبة من حديد.. وهل هناك حبٌّ حديديٌّ أكثر حضوراً من حب الدنيا؟ هنا يتيه القلب عن وجهته الأصيلة.
قلتُ، وكيف يمكن للواحد منّا، أن يسيطر على قلبه؟ أتتخيّل يا صديقي محارباً عظيماً يقاتلُ وهو معصوب العينين؟
هكذا هو القلب الذي لا يرى. يجرحُ.
حينما تضع قدمكَ على الدرب الموصل إلى كربلاء، تشعر أن قلبك أصبح خفيفاً، يشبه هواء الحرية في رئتي سجين طليقٍ. فما السرّ في ذلك؟
السير نحو الحسين عليه السلام، يا صديقي، مليء بالأسرار.

السرّ الأول
إذا وصلت إلى طريق كربلاء، فاعرف أنّ أوّل ثقلٍ ينبغي أن تضعه عن ظهرك، هو ثقلُ حضور الدنيا في وجدانك. مرّةً، وصلَ عابدٌ إلى الكعبةِ وطافَ حولها، وحينما عادَ ازداد قلبه غماً، ولما سأل، قيل له: لقد طفت سبعة أشواطٍ وقلبكَ مربوطٌ بما سيحكيه الناس عن جدّك في الطواف.. فها قد قيل ذلك! لم تكن تطوف حول كعبة الله، بل كان كل طوافك حول كعبة نفسك.
وأنتَ أيها الحبيب! لا تضع قدمك في درب كربلاءَ، وأنت تريد زيارة بيت نفسك.. ستعود من هناكَ كما عاد عمر بن سعد.
لقد ذهب عمر بن سعد إلى لقاء الحسين عليه السلام، وهو يعرف من هو الحسين عليه السلام، وما هو مقامه. لكنه ذهب للقاء تلك الدنيا القبيحةِ ولم يرَ جمال نور الحسين عليه السلام.
ستقول لي: ألسنا نرى الدنيا والآخرة في ظلّ الحبيب؟ أليس الله هو من خلقهما؟ أليسَ حبه وحب رسول الله وأهل البيتِ لا يكون إلا في هذه الدار وتلك الدار؟
سأقول لك: بلى، اذهب للحسين، واطلب من الله تعالى هناك، أن يريكَ حقيقة الدنيا والآخرة كما رآها الحسين عليه السلام.. حينها ستعود من عندهِ، ومهما جاءك من لطف الله في الدنيا والآخرة، سيكونُ لطفاً مفهوماً ومقروءاً في ظلّ الحسين عليه السلام.
ارمِ ثقل حب الدنيا عن ظهركَ، وتحسّس رقبتكَ، فحبّ الحسين عليه السلام له شرطٌ في نادينا: أن ترى أثر حبّ الحسين عليه السلام في رقبتك. هل أنت على جهوزيةٍ لبيعِ هذه النفس وشراء مكانٍ مع الحسين عليه السلام؟ يا ترى هل يستقبل الحسين عليه السلام الخدّاعين؟
في الطريق الى كربلاء، فكّر بالجمَل على هدي هذه المعادلة: كلّ من زاد حبّ الدنيا في قلبه على حبّ الحسين عليه السلام، ركبَ جملَ الليل وفرَّ. فيا ترى هل تطيق النظر إلى خيام الحسين عليه السلام وأنت تفر على جِمال الليل؟
أيها الحبيب! ارمِ ثقل الدنيا عن كتفيكَ.. كن "حراً".. يضعُ الحسين عليه السلام على كتفيكَ ثقل الجنان.. ألم يفعل ذلك مع الحر الرياحي؟
قد تحتاج لبكاءٍ صادقٍ.. فلا تخجل من البكاء.. كل الناس هنا موجوعةٌ.. الموجوع لا يلتفت.