Get Mystery Box with random crypto!

السر الثاني في الطريق إلى كربلاء، وبعد أن أفرغتَ قلبك من حبِّ | محمد باقر كجك

السر الثاني
في الطريق إلى كربلاء، وبعد أن أفرغتَ قلبك من حبِّ الدُّنيا.. ستشعرُ أنَّه خفيفٌ، كالنّسمةِ.
ستفرح في تلك الخطوات اليسيرة، بخفّة قلبكَ.. ولكن، لا تتركه خفيفاً، هناك عواصف في كلِّ طريقٍ.
لقد كان هناكَ من أحبَّ الحسين عليه السلام، فقد كان حبّه في مرحلةٍ من المراحل، حبّا سهلاً، خفيفاً، لا سيفَ فيه.
ولكن، حينما رأى الحسين عليه السلام أنَّ الحياة لم تعد محمولةً في زمانٍ يزيدٍ، قرّر أنْ يقوم لله. ههنا، اضطربت قلوبٌ تعودت الحبّ السّهل، لأنّها لم تكن موثوقة بعقدةِ الحبّ للقائد. أي قلب دون قائد يضيع!
من قبلُ، أحبوا عليا عليه السلام، فلما أراد القيام بالعدل، مالت عنه قلوبهم.. ومن ثم خذلوه.
قلبٌ لا قائد له، مشروعُ خذلان. قد لا تنفع معه توبةٌ. أليس ذلك ما حصل مع التوابين وأضرابهم؟
حينما تريد الوصول إلى الحسين عليه السلام، قلْ لقلبك: الحسين عليه السلام قائدي! وردّد في مسير خطواتك إلى الأبد: وقائد الحسين عليه السلام أبوه، وقائده رسول الله.
اربط حلقة باب القلب، بحبل الحسين عليه السلام، وفتّح عينيكَ جيّدا كي لا تمدّ النفس الأمارة مقص الهوى والعجب والتكبر والتشبّث بآرائها، كي تقص حبل القيادة.
تخيّل أن الحسين عليه السلام استشهدَ، ولم يترك لهذه القلوب قيادةً!؟ بلى لقد تركَ، وعلامةُ القائد حسينيةٌ.. فيا أيها الحبيب! إن لم تكن قد اهتديت لقائد قلبك في هذا العصر، فاصرخ باسم الحسين عليه السلام وأن تمشي إليه أن يهديك.
السر الثالث
الحسين عليه السلام، أفضلُ قضيةً لتوحيد الإنسانية. ترى ألا تعشق الإنسانية كلّها ذاك الذي يقف وحيداً بين عشرات الآلاف من الرماح والسيوف، مصراً على هدفٍ واحدٍ نهائي: تحقيق العدل والإصلاح!
عظمة الحسين عليه السلام ليست من جهة كيفية شهادته. بل أيضاً، من جهة الوعي العظيم الذي لم تشهد له البشرية مثيلاً: وعيُ حب الناس وإرادةُ العدالة لهم.
انظر حولك، في الطريق إلى الحسين عليه السلام. أليس اجتماع كل هذه القوميات والأعراق والألوان، وحتى الأديان والمذاهب، في درب الوصول إلى الحسين عليه السلام، أمراً يخترق الصدفة والاحتمالات إلى قضية يقينية: هؤلاء كلهم قد أخذ سعي الحسين عليه السلام لتحقيق العدالة الصافية بلبّهم وقلبهم.
فمن يلوم محبَّ الحسين عليه السلام إن مشى إليه؟
أيها الحبيب! لا تكن في سيرك نحو الحسين عليه السلام مركوباً للأنا.. يهمّك فقط محو ذنبك، وتلبية أمرك.. واعلم أن من مقدمات محو الذنوب وجرّ الأرزاق، اهتمامك بأمر الناس والمستضعفين وسعيك لرفع الأذى عنهم.
ولكن، كيف تساعد الناس، إن لم تعرف مكامن أوجاعهم؟
لذلك، تحدث مع الناس في الطريق، واسألهم عن أوجاعهم، وحكامهم الظالمين، وحاول أن تحفر في تربة أرواحهم بمعاول أصيلة جهّزها لك الإمام الخميني منذ عشرات السنين، ثم ازرع فيهم نور الثورة. فإذا فعلت ذلك، فأبشر! لقد مشيت حقيقة في طريق الحسين عليه السلام!
تخيّل، أن كل زائر يفعل مثلك. يهتم بأمر أخيه. يفهم وجعه. ويبحث عن أهم الحلول العلمية والعملية، كأفضل ما تفعل الحكومات والدول. وقل للناس ههنا سنجتمع، وسنتحدث بصوت عال في هذا المؤتمر المليوني، ونصرخ بصوت الحسين: "إنمام خرجنا لطلب الإصلاح"! فأي مسيرة مليونية سيكون له هذا الوقع في العالم سوى مسيرتكم؟
المسير الحسيني، ذكي. يفكر، ويحزن، ويعشق، ويعمل، ويصبر على الجوع والعطش والجراحات.
المسير الحسيني الحقيقي: فيه كل عوامل النجاح والتأثير.

أيها الحبيب!
إذا وصلت إلى قبر الحسين عليه السلام، وفي قلبكَ تفور هذه الأسرار.. فاعلم أنّ دمعتكَ ستقع في يد الله تعالى، لأنّها من سنخ الصدقة، وأي صدقة أعظم من صدقةٍ يقطعها الإنسان من لحمِ روحه ليتصدق بها على نفسه كي لا تموت من الظُّلمة؟
حبُّ الحسين سيجعلك تمشي مئات الكيلومترات. والحب الواعي للحسين، سيجعلك تحمل اسمه بكل حب إلى عشرات آلاف الكيلومترات الأرضية، كي تنشر بين الناس حب الحسين للناس..!
أليس من أجل هذا خاف يزيد؟
أوليس من أجل هذا ثار الحسين؟

#ب_كجك
@mbagherkojok