2022-05-08 12:45:10
من الجيل الذي قرأَ لطبقات متنوعة من الشعراء والأدباء.. الذين عاشوا من بداية القرن الماضي وللآن.
ونشعرُ بعمق الفاجعة الأدبية التي مارستها نسبة كبرى منهم علينا.
من الجيل الذي، شاهد كم أنَّ السياسة ومنطق السلطة في بلادنا، "طعج" عقول وقلوب وأحاسيس الأدباء، فأنتجوا بالأعم الأغلب آداباً محايدة وساكتةً عن خطورة العفن البنيوي الذي ضرب فكرةَ أن يكون الفردُ صاحب مصيره في هذه البلاد.
أي أدبٍ لا يعزز مفهوم أنك صاحب مصيرك، ومصير وطنك، وثرواتك، وعقلك، وجهد يدك، ولغتك وتاريخك.. ويغلّب على ذلك كله منطق الإغراق في "الذات الفردية" كمحور للحزن والفرح، والنجاح والفشل.. هو أدبٌ "ممتازٌ" ترضى عنه هذه السلطات الفاشلة.
لقد مارس الأدب والفن في وعينا الجمعي أبشع ممارسات الصمت، والرضى عن هذا الواقع الفاسد. ومارس منطق تعزيز الهوة بين الأنا والآخر داخل بلادنا، والانبطاح أمام الأنا والآخر الأجنبي.. وتحوير التاريخ، وتهشيم فكرة الدين، والحرية..
نعم، نجت من عملية التخدير الأدبي هذه، مجموعة أعمال شعرية وروائية هنا وهناك.. رغم أن النقاش في مضامينها وأبعادها الفكرية البنيوية غير يسير أيضاً..!
كانت منظومة أدبية مترهلة وأصابوها بفيروس الجبن، وأي رأس ارتفع فيها شالوه ككنفاني.. لأنه كان أديباً، ومنظّراً.
نحن من جيلٍ، عانى الأمرّين بين مقاعد الجامعات، ومراكز العمل، وجبهات القتال، والمظاهرات في الشوارع، ومقاومة مطرقة الإعلام العالمي.. وصنعنا تحوّلاً في تاريخ المنطقة..
نريد أدباً يشبهنا! أدباً نترك لأطفالنا مهمة الانطلاق في ظله، مع شعور بالانتماء.. بعيداً عن معاناتنا الفردية الذاتية وعالمها..
منطق الأدب، في بلادنا، يحتاج لتغيير وتأسيس جديد.. ويحتاجُ لمن يضحي ويفتح الطريق لغيره فيه.. ويحتاج ُ لبعض الأذكياء أصحاب القرار ، أن يخرجوا من أسر الكليشيهات..
نحتاج لمن إذا قرأناه وسمعناه، نشعر أنه لا "يعبد" ذاته ونفسه وتجربته الفردية..
.
#ب_كجك
@mbagherkojok
1.5K views09:45