2022-05-22 18:15:03
أنا أعلم أن طريقك ستكون وعرة ...
طريق الرجوع إلى ذاك النور الذي أضاء فيك يومًا،
وأضأتَ أنت معه ..
حينها عشتَ فترة جميلة من القرب معه ..
كان قلبك خاشعًا للغاية .. وكنت أكثر طِيبة وبساطة،
ودمعتك لم تكن تتأخر .. كانت على الموعد كانت دائمًا .. تحضُر.
سأكون صريحًا معك بأمر .. إن ما تقدمه لنا الأيام لا يمكن نزعُه ..
وبعض القسوة التي اكتسبها قلبُك بمرور الأيام و السنين .. لم تكن على حساب تناقص الخشوع يا صديق ..
لا .. (كثيرٌ منها كان على حساب بساطتك .. و قلة خبرتك ومعارفك وتجربتك) ..
في السابق ..
كنت تمنحُ الأشياء للآخرين بلا مقابل .. كل شيء ..
كل شيء تمامًا .. أنت تتذكر ذلك بالتأكيد،
لم تكن تتركُ لنفسك إلا القليل ..
حتى الحُبّ .. غالبًا ما كنت تمنحه للجميع دون تمييز ..
والثقة كذلك .. كنت تمنحها للآخرين باختبارٍ و بدون اختبار، وكنت تسمي الناس أصدقاءً بعد لقائين او ثلاثة فقط!
على الغالب .. كنت تفعل ذلك كله لأنّك كنت تعتقد أن مهمتك تكمنُ بالعطاء المطلق للآخرين دائمًا ..
و افترضتَ أن الآخرين يقومون بذلك أيضًا .. مع آخرين .. سواء كنتَ أنت من ضمنهم أو لا !
غالباً .. لم تكن تسألُ نفسك لِمَ لمْ تكنْ من 'الآخرين' الخاصين بأحدهم !؟
..
بمرور الوقت ..
بدأت تكبُر في السن ..
وكبُرَت معك المعاناة ..
ولأن صدمتك كانت مُجزأة موزعة على مرّ السنين فإنك لم تلاحظ اختفاءً فجائيًا لبساطتك ..
لقد كان الأمر تدريجيًا ..
وهذا .. جعل فترة اتهامك لنفسك بأنك تحولت إلى شخصية قاسية وسيئة سيء .. تمتد و تطول.
في الواقع يا صديق ..
بعض القسوة التي اكتسبَها قلبك لم تكن موجهة للسماء، وإنما إلى من يَحيط بك ..
ولم تكن على حساب تناقص الخشوع، وإنما على حساب قلة خبرتك فقط.!
وإذا شكَكت بالأمر .؟
فقط تذكر تلك اللحظات التي بكيتَ بها منفردًا كالأطفال لأبسط الأسباب ..
هل من ابتُليَ بقلب قاسٍ قادرٌ على البكاء على أشياء سخيفة كتلك ؟!
#محمد_ديرانية
للانضمام للقناة
@MDdirania
593 viewsمحمد ديرانية, 15:15